أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

أَشتبِهُ وأَشُكُ!


محمد داودية

أَشتبِهُ وأَشُكُ!

مدار الساعة (الدستور) ـ
يسيطر الارتباكُ والضياعُ على نفرٍ منا ويهبط بهم إلى دَرْكٍ مُخزٍ.
هؤلاء صارت بوصلتهم الجديدة، مقالات الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي.فجأةً جعل نفَرٌ مِنا، بن يشاي، مرجِعاً معتمداً وحَكماً محلَّفاً موثوقاً ! فطفقوا يروجون لأفكاره السطحية الرغائبية، وهلوساته التي تنتقص من صلابة الشعبين العربيين الأردني والفلسطيني، ومن القيادتين الهاشمية والفلسطينية.صار نفرٌ منا يعتمدون المخططات الصهيونية المتعلقة بالأردن وفلسطين، التي يبثها بن يشاي، "ويبشرون" أنها ستتحول إلى حقائق ووقائع، وأنها قَدرٌ لا قِبَل له بها.وصار من تزيّن لهم سطحيتهم يروّجون مقالة "يؤكدون" ان المخططات الواردة فيها سيترتب عليها خنوع وخضوع الفلسطينيين أو طرد من يرفض الخنوع منهم إلى الشرق، وأن السيطرة على الأردن وإنشاء نظام حكم بديل عميل فيه تحت الهيمنة الصهيونية تحصيل حاصل !!. وتعالوا نكتشف مستوى بن يشاي الذي نشر مقالة في يديعوت احرونوت يوم 31.12.2012 بعنوان: "سفك الدماء فى سورية سيستمر حتى بعد سقوط الأسد".لقد تنبأ فيها بسقوط الأسد، وبنى على هذا التنبؤ عدة سيناريوهات، تُظهِر قدرات رون بن يشاي التحليلية المتواضعة و"نبوءاته" التي لم تحصل ولم تَصْدُق. جاء في المقالة: "ويمكن القول إن الذى سيفرض القيام بعملية ضد سورية هى الظروف التى ستنشأ بعد سقوط النظام".وجاء ايضا: "ويفضّل أن يكون لدى إسرائيل، بعد سقوط نظام الأسد، حلفاء فى أوساط الأقليات التى كانت موالية لهذا النظام ومن المتوقع أن تصبح ملاحَقةً بعد سيطرة الفصائل الجهادية العالمية السنّية على سورية".وقدم رأيا حاسماً قاطعاً حين قال: "نستطيع الجزم أن سقوط نظام الأسد لن يضع حداً لحمّام الدم الذى تشهده سورية اليوم، وأن الحرب الأهلية ستستمر حتى بعد سقوط النظام".ويقول بن يشاي: "هل سيسيطر النظام الجديد على دمشق وضواحيها وعلى حلب، أم أنه سيسيطر أيضاً على الأطراف والأرياف؟". لقد ابتهج نَفرٌ منا بهلوسات بن يشاي، واتخذوا من آرائه الضحلة الموجهة، عقيدةً سياسية محسومة، وأخذوا يشيعون أن الأردن وفلسطين أصبحا برسم البيع !! إنني اشتبهُ وأشكُ في من يروج هذه الدسيسة.
مدار الساعة (الدستور) ـ