مدار الساعة - أصبح مدعاة لفخر الأردنيين وحاضرا بقوة على موائدهم في شهر رمضان المبارك وأول ما يلتهمه الصائم لأنه غذاء وظيفي ذكي ويساعد في استعادة الجسم لطاقته بسرعة فائقة.
هكذا يصف الخبراء التمر عامة، لكن التمور الأردنية التي تنتجها 750 ألف نخلة على مساحة 45 ألف دونم اكتسبت شهرتها من جودتها العالية، فغزت الأسواق الخارجية لسمعته الطيبة.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) تتبعت التمور الأردنية من مزارعها المنتشرة في عدة مناطق في الأردن أبرزها الأغوار، وتبين أن الأردنيين يفضلونها على موائدهم حيث كشفت دراسة نشرت في المجلة الدولية لعلوم الغذاء والتغذية إلى أن التمر غني بالعناصر الغذائية الأساسية ويساعد على استعادة طاقة الصائم على الفور، ويحمي من الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الدماغ، ويعتبر مصدرا جيدا للألياف الغذائية وهي غنية بالفينولات الكلية ومضادات الأكسدة الطبيعية.
رئيس جمعية التمور الأردنية المهندس أنور حداد، أشار إلى أن 40 بالمئة من استهلاك الاردنيين من التمر يقع في رمضان، داعيا إلى تناوله على مدار العام، ولكافة الفئات العمرية، فالتمر مصنف كغذاء وظيفي ذكي.
وأوضح أنه هذا القطاع يرفد الخزينة بحوالي 50 مليون دولار سنويا وهذا الرقم مرشح إلى الارتفاع إلى 150 أو 200 مليون دولار خلال الأعوام القادمة، حيث تشكل المساحة المزروعة من النخيل 20 بالمئة من مساحة وادي الأردن حاليا.
وقال، "لدينا في الأردن ما يقارب من 45 ألف دونم، مزروع فيها 750 ألف نخلة، وإنتاجنا تقريبا 30 ألف طن منها 20 ألف طن تقريبا من صنف المجهول، و13 بالمئة من صنف البرحي، و7 بالمئة أصناف أخرى"، لافتا إلى أن زراعة النخيل خلال عشرين سنة الماضية وحتى يومنا الحالي تطورت وتقدمت على العديد من المنافسين حول العالم.
وأكد أن معدل النمو السنوي في المساحات يصل من 12 إلى 15 بالمئة، وهناك توسع أفقي ورأسي في الإنتاج، ومن المتوقع أن نصل إلى مليون نخلة خلال سنوات قليلة، مشيرا إلى وجود نحو 500 مزرعة نخيل في الأردن، 350 منها من نوع المجهول، ويتم تصدير حوالي اثني عشر ألف طن إلى أكثر من 15 دولة حول العالم، معظمها من تمر المجهول التي يزداد الطلب عليه عاما بعد عام.
وبين أن تمور المجهول الأردنية أصبحت علامة تجارية عالمية، بسبب احترافية المزارع والمناخ الخاص، لذلك ليس من السهل كسر هذا التميز؛ لأنه بحاجة إلى مناخ بهذا المستوى، واحترافية ومهارة في الإنتاج، فضلا عن احترافية التسويق باستخدام أحدث التقنيات.
وركز حداد على أن تمر المجهول الأردني يشكل 15 بالمئة من حجم السوق العالمي للمجهول، مشيرا إلى أننا تاسع دولة في العالم من حيث قيمة صادرات التمور بكافة أنواعها، كما أن ترتيبنا الدول(ثالث عشر) من حيث الكمية المصدرة الى السوق العالمي.
وأشار إلى أن أصل تمر المجهول مغربي وانتقل إلى أميركا، ومن ثم الى إلى الشرق الأوسط، عازيا تميز التمور الأردنية، إلى توفر المناخ الملائم لنموه، والانخفاض عن مستوى سطح البحر والضغط الجوي والمحتوى الاوكسجيني العالي، الأمر الذي يعطي ثمار المجهول التطور الطبيعي في النضج.
ففي موسم النمو تنضج ثمار المجهول في الأردن على درجات حرارة هادئة، أو كما وصفه بالطبخ على نار هادئة، إضافة إلى احتراف المزارع الأردني في زراعة التمور وإنتاجها بأعلى درجات الجودة العالمية.
وأكد حداد أن معظم الكربوهيدرات في التمور تتحول في ظروف طبيعية ومثالية، ومن أجل ذلك يكون طعمها مختلفا، حتى المادة اللحمية أو اللب الموجود في الثمار، كثيف جدا مقارنة مع ما هو موجود في بعض الدول التي تحاول ان تنتجه.
وأكد أن الاردن يستورد أصنافا من التمور غير منتجة محليا حيث يتم استيراد الصقعي، والمبروم، والسكري، وعجوة المدينة والخلاص والخضري من السعودية والإمارات، فضلا عن أن هناك بعض الأصناف يتم استيرادها من العراق وتونس.
وقال إن جل حاجة السوق المحلي يتم تأمينها من الإنتاج المحلي الطازج، ولا يتم تخزين التمور الأردنية لفترات طويلة كما هو الحال في بعض التمور المستوردة؛ بسبب الطلب العالمي العالي عليها.
وعن تصدير التمر الأردني قال:"نصدر 65 بالمئة من إنتاجنا، ونشأت خلال الخمس سنوات الأخيرة صناعات ومشاغل تعبئة وتغليف حديثة إذ يوجد في الأردن نحو عشر شركات تقوم بتعبئة وتغليف وفرز التمور وتخزينها بأعلى درجات التقنية العالمية.
ولفت إلى أن هناك صناعات أيضا تحويلية من التمور؛ مثل: دبس التمر ومعجون التمر وعجينة التمر، وبدأت الان صناعات تحويلية على التمور.
وأضاف: إن الطاقة التشغيلية لهذه المشاغل الآن تتجاوز اثني عشر ألف طن بالسنة، ويوفر القطاع حوالي عشرة آلاف فرصة عمل 40 بالمئة منها عمالة نسائية، تقوم بعمليات الفرز الأولي وعمليات مراقبة التعبئة والتغليف وعمليات قبل وبعد الحصاد.
أعدت الجمعية بدعم من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي استراتيجية زراعة النخيل في الأردن للأعوام 2020-2030 بهدف تعــــزيز الريــــادة والصدارة الأردنية في إنتاج وتصدير صنف المجهول، والتمور عموما، ورفع قدرتها التنافسية.
استشارية التغذية تهاني الجزازي، أشارت إلى أن التمر يصنف على انه من مجموعة الفواكه وتحديدا الفواكه المجففة طبيعيا، وعليه يعتبر مرتفعا بالسعرات الحرارية مقارنة بالفواكه الطازجة، وتختلف القيمة الغذائية من نوع إلى آخر.
وبينت أن قيمته الغذائية عالية، وهو غني بالسعرات الحرارية، حيث ان 100 غرام من التمر المجهول تحتوي على 277 سعرا حراريا، معظمها من الكربوهيدرات.
ولفتت إلى أن التمر غني بمضادات الاكسدة، التي تعمل على محاربة الشيخوخة وتحمي من الاصابة بالأمراض لقدرتها على محاربة الجذور الحرة والتي تكون سببا للإصابة بالأمراض في حال زادت عن الحد اللازم وغني بالألياف الغذائية، ويزيد مناعة الجسم و مقاومته للأمراض ويحسن من عمل الجهاز الهضمي عن ويحسن من مستوى الكوليسترول والسكر بالدم.
وبحسب الجزازي، يحسن التمر صحة الدماغ ويقاوم الزهايمر، وفي دراسات اخرى اجريت على الحيوانات، خلصت الى قدرة التمر على تحسين الذاكرة عند ادراجه ضمن النظام الغذائي الصحي.
وأكدت أن التمر هو أفضل ما يكسر به الصائم صيامه، لاحتوائه على سكريات بسيطة وسهلة الهضم وهذا مهم للصائم بعد ساعات طويلة من التوقف عن الطعام والشراب.
وأشارت الى أن سكر التمر يتميز بسرعة انتقاله من الفم الى الدم وهو ما يعطي الصائم شعورا بالشبع ويقلل من الكميات التي يحتاجها من الطعام بعد ذلك .