أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مصطلح الهوية الجامعة حق ، تم استغلاله بالباطل


المحامي هيثم عريفج

مصطلح الهوية الجامعة حق ، تم استغلاله بالباطل

مدار الساعة ـ
مصطلح الهوية الوطنية في أي مكان في العالم ، مصطلح له أهميته ، معانيه ودلائله ، يعطي مؤشراً على الوضع السياسي والثقافي والقانوني وأحيانا الاقتصادي ، يعني الخصائص والسمات التي تتميز بها الأمة ، ويؤشر على روح الوطن ، وتكمن أهميتها في رفع الوعي والانتماء لدعم تقدم وبناء الأمة ، بدونها يتأثرالوطن سلباً خصوصاً فيما يخص أستقراره ومستقبله .
هناك عناصر للهوية الوطنيّة لا بد من توفرها اهمها الموقع الجغرافي ، والتاريخ المشترك ،الحقوق والواجبات المتساوية ،العلم الواحد و التطلعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المشتركة.
في الآونة الاخيرة تم تداول مصطلحات مختلفه تشير الى الهوية الاردنية ، فهناك من يستخدم مصطلح الهوية الوطنية الاردنية ، وهناك من يستخدم مصطلح الهوية الجامعة وغيرها من المصطلحات ، التي يجب ان تؤشر جميعها على ذات المدلول وان اختلفت تعابيرها ، الا اذا قصد مطلقها ما يخالف مفهومها القانوني واللغوي .
في الآونة الاخيرة تم استخدام مصطلح الهوية الوطنية الجامعه ، وهو مصطلح راقٍ اذا استخدم في اطاره الصحيح ، فمن قال اننا لسنا جميعاً أردنيين ؟ ومن قال ان هويتنا محل نزاع او حقوقنا منتقصه ؟ بل من قال أننا لا نعيش في دولة تستند الى دستور يساوي بين الاردنيين أمام القانون لا تمييز بينهم فـي الحقوق والواجبات وإن اختلفوا فـي العرق أو اللغة أو الدين ، دولة تحترم الأردنيين ضمن تعدديتهم الجميلة التي لا تنتقص الهوية الاردنية ولا تؤثر سلباً على نسيجنا الجميل . مع التاكيد على ان التعدد والاختلاف في اطاره المتعارف عليه والمقبول منطقياً أمر جميل يساهم في تقدم الدول ، يجد الحلول ، والأهم من ذلك فانه يضفي على مشهد الوطن جمالاً ، شريطة ان يكون الانتماء للوطن هو الأساس .
مصطلح الهوية الجامعة حق ، تم إستخدامه بالباطل ، فنحن جميعاً اردنيون متساوون بالحقوق والواجبات ، بالحب والعطاء ، بأوقات الضيق وأوقات الفرج ، نعمل من أجله أولاً وندعم الأشقاء بكل طاقاتنا بعد ذلك .
البعض حاول إستخدامه عن قصد بطريقة مغرضة ، فخرجت علينا بعض الفيديوهات والخطابات التي استخدمت مصطلح الهوية الجامعه بطريقة معادية للعشائر في محاولة غير بريئة لإثارة كافة مكونات الشعب الاردني والتلاعب بمستقبلهم .
فقُدم الوطن – بغير حق - على أنه مقسوم الى جناحين ، عشائري اقليمي يحاول ابتلاع حقوق الجناح الاخر من لا ينتمى الى تلك العشائر. وهذا بالتأكيد يجانب الصواب والمنطق ، فالشعب الأردني يعيش وحدة وطنية فريدة تتجلى مظاهرها في كل مكان ، بصرف النظرعن بعض الأخطاء هنا او هناك ، وبغض النظر عن بعض التجاوزات التي لا يمكن تعميمها ، بل ان القاعدة الأساسية أننا نعيش في وطن لا نفرق بين اختلافاته الفرعية التي لم تؤثر يوماُ على جمالية المشهد الاردني وروعته.
واجبنا اليوم ان نقف صفاً واحداً ضد كل محاولات التفرقة . وأن نساهم في بناء أردن قوي متماسك يمنح الأمل والمستقبل لابنائه ، يقف مع الاشقاء وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني الشقيق البطل ، اذ دون أردن قوي لن نستطيع الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني أو دعم اشقائنا العرب بأي مجال .
الهوية الأردنية ، هي الهوية التي تجمع لا تفرق هي الهوية التي تضمن طموحنا وآمالنا ، هكذا نبني الهوية الأردنية القادرة على مواجهة متطلبات المستقبل ، لذا فلنحصر المصطلح بالهوية الاردنية .
مدار الساعة ـ