نحن الآن في العام 1444 هجرية هذا يعني اننا أصبحنا نحتفل بشهر رمضان وعيد الفطر وحج بيت الله الحرام وعيد الأضحى 1444 مرة.

وها نحن المسلمين والناس اجمع ومنذ زمن ونشعر بتقارب الزمان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ والسعفة هي الْخُوصَةُ)، بمعنى تمر الأيام والأسابيع والاشهر والأعوام بشكل سريع.

وإحساسنا بأننا قبل أيام كنا ننتظر شهر رمضان الفضيل وها نحن تقريبا برمشة عين نودعه وهذه الليلة ليلة السابع والعشرون منه ونسأل الله أن تكون ليلة القدر ونحظى بها جميعا وها نحن نشاهد 280 الف من اهل فلسطين من جميع بقاع ها يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى وباحاته في القدس الشريف. وها نحن بعد ربما اقل من رمشة عين (رميشة عين) سوف نستقبل عيد الفطر. وهكذا تمر الأيام والمناسبات بسرعة فائقة، عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسولُ الله ﷺ إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما الصبية والنساء، فقال: ما هذان اليومان؟، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: ﷺ: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى.

ويأتي عادة عيد الفطر بعد تعب ومشقة شهر كامل من الصيام والقيام وقراءة القرآن وإخراج الزكاة والصدقات وأعمال الخير المختلفة ... إلخ، وفيه يجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء يهنئون بعضهم البعض بتمام شهر الصيام ويتبادلون أجمل جمل وكلمات التهاني بالعيد ويصلون أرحامهم ويأكلون الحلوى ويجدِّدون الصلة فيما بينهم. وبعد ذلك بعون الله يأتي عيد الأضحى وكذلك بعد مشقات وتعب مناسك الحج، وتستمر الأحداث والمناسبات تتعاقب وفق ازمنتها المحددة حتى يرث الله الأرض وما عليها.

ونسأل الله أن يتمم علينا وعلى الأمة الإسلامية والعربية صيام شهر رمضان بكل خير ويحل علينا عيد الفطر ببركات وخيرات ونعم الله التي لا تعد ولا تحصى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). رغم ما يمر به العالم من حرب ضروس بين روسيا واوكرانيا وحرب إقتصادية ومالية وتجارية بين دول الشرق ودول الغرب وأمريكا ونسأل الله أن يخرجنا من بينهم سالمين غانمين.