مدار الساعة - تمكن الدكتور سائد زيغان من جامعة البترا من توظيف مفهوم "تأثير الكوبرا" لتحذير الشركات والباحثين من العواقب غير المقصودة نتيجة السعي المفرط في تحسين "المرونة التنظيمية"، وذلك من خلال بحث محكم نشرته مجلة "Journal of Contingencies and Crisis Management" التي تعد إحدى المجلات العالمية التي تصدر عن دار النشر الأمريكية "وايلي".
واستوحِيَ مصطلح "تأثير الكوبرا" من أحداث في الهند خلال حقبة الاستعمار البريطاني حين عانت الحكومة البريطانية من انتشار أفاعي الكوبرا في مدينة دلهي. ولحل المشكلة رصدت الحكومة البريطانية مكافأة لقتل تلك الأفاعي، وأدى هذا الإجراء بشكل فعال إلى تقليل عدد هذه الأفاعي السامة في المدينة. واستمر عدد المكافآت التي يتم دفعها في ارتفاع.
ما حدث هو أنه عندما أصبح من الصعب العثور على الثعابين، بدأت الأهالي بتربية هذه الافاعي في بيوتهم حتى يتمكنوا من الاستمرار في تلقي تلك المكافآت. عندما علمت السلطات بما يحدث، أوقفت تلك المكافآت المالية. ونظرًا لأن الافاعي لم تعد ذات قيمة للأهالي تم إعادة إطلاقها، وعادت الأفاعي الخطرة إلى دلهي مرة أخرى، ولكن بأعداد أكبر. إذ يشير تأثير الكوبرا إلى أن طريقة العلاج في بعض الأحيان قد تكون أسوأ من المرض.
من الجدير بالذكر أن الدكتور زيغان وخلال جائحة كوفيد-19 أسس مختبرًا بحثيًّا لدراسة تطبيقات المرونة التنظيمية المختلفة للمساهمة في دعم الشركات للبقاء والاستمرارية. ومن خلال تطبيق تأثير الكوبرا أوضح الدكتور زيغان بأن هناك وعيًا متزايدًا نحو مفهوم المرونة التنظيمية؛ إذ تواجه الشركات اضطرابات متزايدة نتيجة التغيرات البيئية الشديدة.
ومع ذلك، يجب أن تتضمن الجهود المبذولة لزيادة المرونة التنظيمية مزيدًا من الاهتمام باعتبارها عملية غير خطية وكل قرار أو إجراء نحو المرونة التنظيمية يحتوي على بذور العواقب غير المقصودة التي قد تؤدي في النهاية إلى تقويض قدرة المنظمة على الصمود والتعافي من الاضطرابات المستقبلية.
يمكن الوصول إلى نسخة من البحث من خلال الرابط التالي:
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/1468-5973.12467