مدار الساعة - كتب: نهار أبو الليل - صفقة سرية عقدتها جماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة مع الدولة بدأت ملامحها تطفو على السطح بعد نتائج الانتخابات البلدية واللامركزية.
المتابع للعلاقة بين الدولة والجماعة غير المرخصة يظهر له جلياً بعض الأسس التي قامت عليها الصفقة، وفق مطلعين على الأمر.
استطاعت الدولة، وفق مصادر، استغلال الضعف والتفكك الذي تعاني منه الجماعة غير المرخصة وتوجيه قياداتها لتنفيذ بعض المسيرات خلال أحداث الأقصى والسفارة الاسرائيلية لهدفين لصالح الدولة، الأول كشفت فيه الرصيد الشعبي للجماعة في الشارع واستطاعت قياس تراجع شعبيتها الكبيرة تمهيداً للانتخابات البلدية القادمة، والهدف الثاني يتمثل بإفهام الجانب الإسرائيلي أن هنالك ضغطاً شعبياً وردود فعل غاضبة تجاه هاتين الأزمتين تجبره على حلها.
لاحقاً لم تبدِ الدولة أيَّ رد فعل تجاه قيام الجماعة بتشكيل لجنة ادارة جديدة وتبين أن هنالك اتفاقاً على أسماء معينة فرضتها الدولة على قيادة الجماعة التي استطاعت بدورها فرضها على المعارضين من مجلس الشورى، مقابل تهميش ضئيل من النجاح في الانتخابات البلدية واللامركزية، وناورت الجماعة على أن تكون احدى هذه البلديات هي الزرقاء الي تعتبرها الجماعة معقلاً لها.
والمراقب للأرقام التي حصل عليها المتنافسون على بلدية الزرقاء يدرك أن الدولة ارادت ايصال رسالة للجماعة ان الزرقاء ليست معقلاً لهم كما يدّعون وأن المتنافسين على الرغم من واقعهم يحظون بنفس النسبة من التأييد والقوة في الزرقاء وأن بإمكان الدولة وبسهولة إسقاط مرشح التحالف الذي تعتبره الجماعة من أقوى رموزها، وأن الزرقاء عصيّة عليهم، فقد نجح أبو السكر وسقطت مقولة أن الزرقاء معقل الحركة الإسلامية.
يبدو أن الدولة قد ألقت بالطعم للجماعة غير المرخصة وادخلتها في نفق مظلم من خلال عودة الدولة لاختراق أعلى هيئة قيادية في الجماعة، وبالتالي فرض توجهات الدولة داخل الاخوان.
من المتوقع ان تبدأ الدولة بالعمل على اعادة تشكيل مجلس شورى الجماعة ووضع الأسماء المحسوبة عليها في المجلس، وما زلنا نتحقق ونبحث لنكشف بقية بنود الاتفاق و(الصفقة) بين الطرفين.