مما لا شك فيه فان اسعار المحروقات ستشهد ارتفاعا بداية الشهر المقبل وتحديدا مادة البنزين بنوعيه سواء اوكتان 90 وحتى الاوكتان 95 وبنسب تتراوح ما بين 3-6% نتيجة الارتفاع الذي طال سعار النفط عالميا بعد قرار منظمة اوبك بتخفيض انتاجها بواقع 2 مليون برميل يوميا ما دفع اسعار النفط للارتفاع بما يقارب ٧ دولارات للبرميل، فماذا نحن فاعلون؟ وهل سنستمر بزيادة استهلاكنا منها كما هو الواقع الان؟.
كافة الارقام والمؤشرات والاحصائيات الصادرة عن جهات رسمية تؤكد أن استهلاك البنزين بنوعيه شهد ارتفاعا خلال اول شهرين من العام الحالي وبنسب تتراوح ما بين 10-15% مقارنة مع الاعوام الماضية وذلك رغما عن حالة الشكوى والتذمر التي يبديها المستهلكون لارتفاع اسعارها، وهذا ان دل فيدل على اننا امام حالة من الانفصام الاستهلاكي، فالمنطق يقول انه وفي كل مرة ترتفع فيها اسعار سلعة معينة ينخفض معدل الاستهلاك منها، بينما تشهد لدينا وليس على المحروقات فقط ارتفاع بالاستهلاك على كل سلعة ترتفع اسعارها، الامر الذي يدعونا الى ضرورة الترشيد واعادة النظر بانماط استهلاكنا.
الغريب في الموضوع ليس ارتفاع او انخفاض اسعار المحروقات فنحن نقع ضمن معادلة تسعيرية تحتمل الانخفاض والارتفاع وبحسب الاسعار العالمية، وأما الغريب في الموضوع وما يدعو للاستغراب هو الارتفاع في استهلاك البنزين رغما عن ارتفاعه عالميا ومحليا، ما يجعلنا امام خيارين اولهما ان حالة التذمر والشكوى من ارتفاع اسعار البنزين لا تتعدى جدران العادة والتي اصبحت سمة عند البعض، وأما الخيار الثاني هو ان القدرة الشرائية للأردنيين ما زالت عند حدود قادرة على أن تتوافق مع حالة الارتفاعات العالمية وحالات التضخم التي تصاحبها.
وزارة الطاقة تقول إن الطلب على البنزين أوكتان 90 ارتفع بنسبة 15% خلال أول شهرين من العام الحالي ليسجل حجم مبيعات بلغ 283 مليون لتر، وكذلك ارتفع الطلب على البنزين أوكتان 95 بنسبة 9.5% ليصل حجم مبيعاته إلى 23 مليون لتر، ليبلغ مجموع حجم استهلاك الأردنيين من المشتقات النفطية خلال أول شهرين من العام الحالي 666 مليون لتر مقابل 659 مليون لتر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
كل ما يدور في العالم من احداث ومتغيرات دراميتكية تشير وتؤكد على ان كل شيء سيتغير وسترتفع اسعار مختلف الاصناف ومنها المحروقات وحتى المواد الغذائية وغيرها من السلع، وهذا يستوجب على الاردنيين ان يسرعوا الى تغيير انماط استهلاكهم بما يتوافق مع هذه المتغيرات وان يخرجوا من عبائة بان الدنيا ما زالت قمرة وربيع كما الماضي، فلا يعقل ان ترتفع الاسعار ويرتفع معها معدل الاستهلاك وتستمر معها الشكوى والتذمر، فكل شيء تغير عما كان في الماضي.