امامي واقعتان يبدو في الظاهر أن ليس بينهما علاقة ،اما عند التدقيق فإن بينهما رابط كبير وخطير ،يطرح سؤالا مهما هو :من يصنع الرأي العام الأردني ،ومن يقوده وإلى اين؟
الواقعة الأولى جاءت خلال الندوة الوطنية التي عقدتها جماعة عمان لحوارات المستقبل بالمركز الثقافي الملكي حول ثعزيز دور المعلم الأردني ومكانته وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية ،والتي عقدت بحضور كثيف من أهل الاختصاص العاملين في الجامعات الأردنية ووزارة التربية والتعليم ، فعندما ناقش الحضور أهمية إعداد وتدريب المعلمين ،تم الثناء على الدور الذي كانت تقوم به اكاديميه الملكة رانيا لتدريب المعلمين والاشادة بهذا الدور،وضرورة أن تعود الأكاديمية إلى الدور الذي كانت تقوم به، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث بها أهل الاختصاص عن أهمية دور اكاديميه الملكة رانيا لتدريب المعلمين وأهمية هذا الدور ،مما يطرح السؤال من وقف وراء الحملة المشبوهة التي شنت على اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وهدفت إلى شيطنتها ،كما يحدث مع الكثير من الإيجابيات والانجازات في بلدنا ،التي دائما نجد خاصة في السنوات الاخيرة من يسعى الى تشويهها بإثارة الشكوك حولها، في عملية مقصودة لإشاعة السواد في نفوس الأردنيين ،وكان ضنك العيش الذي يعيشه الاردنيين لايكفيهم ؟!
لا تتوقف عملية نشر السواد في المجتمع الأردني عند حدود التشكيك ،من خلال التحريف وسؤ التفسير للكثير من الأقوال والافعال والمواقف والممارسات في بلدنا ،بل تتعداها إلى الكذب واختلاق الوقائع ،ومن ذلك الخبر الذي انتشر في الأيام القليلة الماضية ،حول توقيف سيدة لمدة أربعة عشر يوما، ثم تكفيلها بعشرة آلاف دينار، لأنها سرقت عبوة حليب لإطعام ابنتها،ليتبين بعد ذلك أن هذا خبر لااساس له من الصحة،مما يعزز القناعة بأن المجتمع الأردني مستهدف بحرب الكترونيه تريد أن تكرس فيه الاحباط والسوداوية،وتهز التقة بين كل مكوناته، وان هذه الحرب تتمدد في الفراغ الناتج عن اهمالنا للراي العام الأردني ، وضرورة حمايته وتحصينه من خلال سهولة تدفق المعلومات التي تبني الرواية الرسمية ،التي تبني الثقة فالفراغ هو الذي جعل الرأي العام الأردني متروكا بلا حماية وبلا ترشيد ،مما يسهل مهمة الذين يستهدفون مجتمعنا بالحرب الالكترونيه التي لا ندري إلى اين ستقوده،لكن الاكيد انها لا تريد له خيرا .