مدار الساعة - تحتضن مدينة الكرك العديد من المساجد المرتبطة بالذاكرة التاريخية والإيمانية لأبناء المحافظة وزوراها لارتباطها بتاريخ المدينة وحركة سكانها الاجتماعية عبر العقود الزمنية الماضية كمعالم حضارية ماثلة بالوجدان الشعبي.
ويعد المسجدان الحميدي والعمري من أكبر وأقدم المساجد الموجودة بوسط المدينة، وهما من المعالم الأثرية في المحافظة، حيث يعود بناؤهما إلى عهد الحكم العثماني للمنطقة.
ويشهد المسجدان، وخاصة في شهر رمضان المبارك اكتظاظا بالمصلين من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف مناطق المحافظة لأهميتهما التاريخية، ويأتي ذلك وسط مطالبات بعدم إدخال أيّة تعديلات على طبيعة ونمط البناء المعماري للمسجدين للحفاظ على طابعهما الأثري والديني باعتبارهما جزء من ذاكرة الأمة التاريخية والدينية.
وقال الباحث الدكتور يوسف الحباشنة، إن مدينة الكرك تحتضن الكثير من دور العبادة والتي تظهر طابع المدينة التاريخي وهويتها الثقافية، ومنها المسجد الحميدي المجاور لقلعة الكرك التاريخية، ومبنى السرايا العثماني والذي تم بناؤه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني على يد المتصرف حسين حلمي عام 1894 ميلادي ليكون مصلى للموظفين والمواطنين، بالإضافة إلى أنه كان يشكل ملتقى لأبناء المدينة القادمين من خارجها، ومن أكبر مساجد المحافظة مساحة المسجد العمري وسط المدينة، وهو من المعالم الدينية البارزة الذي ينسب للخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأضاف الباحث حامد النوايسه، أن المسجد الحميدي تم بناؤه وفق الطراز المعماري الإسلامي من حيث الأقواس والشبابيك والأبواب والحجارة وبطريقة مشابهة لمساجد مدينة حلب، لافتاً إلى أن المسجد وقبل التعديلات التي أدخلتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ووزارة السياحة والآثار كان يفتح مباشرة على حديقة تعد متنفساً لأبناء المدينة قديماً بالإضافة إلى بئر ماء.
من جانبه، استعرض الدكتور عزام الشمايلة من مديرية أوقاف الكرك مراحل وتطور عمليات التوسعة والترميم التي تمت للمساجد بالمحافظة لتستجيب للزيادة السكانية وعدد المصلين والمحافظة عليها من تأثير العوامل الجوية، بالإضافة إلى الحرص على المحافظة على طابعها المعماري التاريخي وتوفير مختلف المرافق الخدمية الضرورية والساحات المناسبة.
--(بترا)