أنا فتاه مثل باقي الفتيات كُنت أقتُن في بيتي والدي و اذهب إلى المدرسة و ألعب و ألهو و أشتري ملابس العيد و أنا هذا كل حُلمي لا أفكر بشيء و لا أحمل المسؤولية , إلى أن كبرت و أتت تلك السّاعة التي اصبحت بها عروس و أزف إلى بيت زوجي ومن هنا بدأت بتحمل المسؤولية و أنجبت أطفال بنات و صبيان و الحمد لله على هذه النعمة لكن توقعت شيء و رأيت أشياء في طريقي لن تكن بالحسبان.
أنا الأم التي أفنيتُ عمري لكم و أنا أرعاكم , و كم دعوت ربي أن يرعى خطاكم و كم سَهرت الليل في تعب أدفع عنكم أيّ مكروه اذا أتاكم , كنتوا صغاراً وكان حضني دفىءٍ لكم و كبرتم و كبر فرحي معكم كنت أرى فيكم ثمر تعبي فكيف هان عليكم في الليل سهري .
لماذا هان عليكم سهري , لماذا قست قلوبكم و أنكرتم فضّلي , بربي هذا جزائي .
لا و ألف لا .
أنا لست غاضبة منكم و لكن خاب فيكم ظني .
ونعم و ألف نعم و ألف نعم .
ما زال قلبي يدعي لكم و راضياً عنكم و بدمي أفديكم أنتم فلذة كبديّ و نور عيوني و أكسجيني .
ما زلت أدعو لكم الرحمن يحميكم رغم كسرت قلبي فأنا أحبكم , ولكني تمنيتُ لم ألد أو أكون أماً.
إلهي إحمي فلذة كبديّ و لا تجازيهم بقسوتهم و اعف عنهم من أجلي يا سامع دعائي هم أحبتي و كل أهلي و أيامي .