سيسجل لوزارة الطاقة وزيرها الحالي المهندس صالح الخرابشة انهم قرروا ان يذهبوا بهذا القطاع الى ابعد ما نتطلع اليه وأن ننتقل بقطاع الطاقة والتعدين نحو الصناعات التحويلية تنفيذا لرؤية التحديث الاقتصادي، لتحقيق قيمة مضافة تستغل كافة ثرواتنا وتحويلها لمنتجات تغزو الاسواق وتجذب الاستثمارات وتشغل الايادي العاملة بعدما كانت تباع خاما، فها قد بدأنا نقطف ثمار بشائر الرؤية.
بالأمس وقعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية اتفاقية مع الشركة العربية للتعدين مذكرة تفاهم للتنقيب عن الفوسفات في منطقة الريشة على الحدود الشرقية للمملكة ومدتها 12 شهرا تتيح للشركة العربية للتعدين التنقيب عن الفوسفات في منطقة تقدر مساحتها بـ305 كيلومترات مربعة من خلال اجراء الدراسات الجيولوجية وحفر شبكة آبار استكشافية ضمن برنامج تنقيبي لمنطقة الاستكشاف وهذا امر طبيع اذا ما تم قياس الاتفاقية بمسألة التنقيب، غير ان الجديد بهذه الاتفاقية ان الوزير قد اعلنها صراحة وبشكل قاطع بان الحكومة لن تسمح وباي شكل من الاشكال بان تصدر مادة الفوسفات المراد استكشافها كمادة خام على الاطلاق بل ليتم تحويلها لمنتجات ذات قيمة مضافة عالية قادرة على التصدير وجذب الاستثمارات وتشغيل الاردنيين ورفع مساهمتها بالناتج المحلي الاجمالي.
الاتفاقية وبما تحمله من دلائل وبشائر في طياتها تؤكد على أن القادم افضل وبكل ما تحمل من توجهات تؤكد جدية الحكومة بالمضي بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وفق الاولويات ومراحل العمل التي رسمتها الرؤية للقطاع وعلى مدار العشر سنوات المقبلة، وتبين مدى حرص الحكومة على اشراك المواطنين في المشاريع المستقبلية التي تنوي القيام بها وهذا يبدو واضحا من خلال اعلان وزير الطاقة عن نية الحكومة التوجه الى انشاء و تأسيس شركة مساهمة عامة لمشروع فوسفات الريشة وتطرح جزءا من اسهمها لاكتتاب الأردنيين لتحقيق المنفعة العامة منها والاهم من هذا كله انها تعكس توجه الحكومة باشراك الجميع في تنفيذ الرؤية المستقبلية للمملكة..
وزارة الطاقة اطلقت في العام 2021 عمليات استكشاف خام الفوسفات في منطقة الريشة ما يمهد لعلاقة تكاملية ما بين حقل الريشة الغازي ومشروع استكشاف الفوسفات وشمل البرنامج الاستكشافي التنقيبي الأولي الذي اطلقته الوزارة أكثر من 90 كيلومترا مربعا حيث تم حفر أكثر من 55 بئرا أظهرت نتائج التقرير الفني الذي نشر في عام 2022 شهر ايلول وجود نوعية مرتفعة من الفوسفات وبحجم إحتياطيات عالية تجاوزت 750 مليون طن من خام الفوسفات.
ما تقوم به وزارة الطاقة اليوم جزء لا يتجزأ من رؤية التحديث الاقتصادي والتي تهدف الى رفع قدرة القطاع على التشغيل والتصدير ومساهمته في حجم الناتج المحلي الاجمالي خلال العشر سنوات المقبلة، اذ من المتوقع ان ترتفع مساهمة القطاع للناتج المحلي الاجمالي ليصل الى 2.1 مليار دينار مع حلول العام 2033، في حين تستهدف الرؤية تشغيل ما يقارب 27 الف عامل بدوام كامل مقارنة مع 9 آلاف عامل في القطاع حاليا ورفع صادرات القطاع لتصل الى 3.4 مليار دينار، ومن هنا فنحن محكومون بالامل ومصرون على ان القادم افضل وخاصة اننا بتنا نشهد اول البشائر، فتفائلوا بالقادم.