اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/08 الساعة 11:26
كثير من الناس يحملون أنفسهم فوق طاقاتهم، وهذا يؤدي إلى إرهاق جميع اعضاء أجسامهم إذا كانوا يقومون باداء جهد جسمي وعضلي ومن هذه الاجهزه التي تجهد القلب والعقل والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي ... إلخ.
وإذا كان الجهد الذي يقوم به الإنسان عقلي/ذهني تفكيري مثل الدراسة والأبحاث ... إلخ فهذا يؤدي إلى إجهاد كل ما ذكرناه آنفا من اجهزه الجسم علاوة على إجهاد النفس وأعصاب الدماغ والتي تتحكم في جميع أعضاء الجسم فيختل التناغم والإنسجام في العمل المتكامل في أجهزة الجسم جميعا. وهنا تقع المعضلة الكبرى في إصابة الإنسان في المرض النفسي الذي هو أصعب بكثير من المرض العضوي، والذي إذا تم إكتشافه مبكرا وهو في بداياته يكون سهلا علاجه. ولكن إذا ترك لفترة طويلة يستفحل ويؤثر على جميع أعضاء الجسم وربما يكون من الصعب جدا علاجه. ولهذا قال الله تعالى في كتابه العزيز (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة: 286)). فهذا نص صريح وواضح ان الله لا يطلب من كل نفس خلقها إلا القيام ما بوسعها القيام به. والله اعلم بخلقه وقد خلقنا متفاوتين في المواصفات الجسميه والعقلية والنفسية ... إلخ ليبتلينا (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام: 165)). فعلينا ان لا نجهد انفسنا اكثر مما أعطانا الله من قدرات حتى لا نظلم انفسنا ويعتبرنا الله من الظالمين. هذا ما قاله سلمان الفارسي لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه. فقال له: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. وقد أقره النبي ﷺ، على ذلك بقوله: صدق سلمان. وإعلم ايها الإنسان أن سيرة حياتك بما فيها من احداث كتبها الله لك منذ الأزل (ما أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلَا فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَـٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)).
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/08 الساعة 11:26