مدار الساعة - مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، حضر سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء، اليوم الجمعة، فعاليات المجلس العلمي الهاشمي العاشر بعد المئة بعنوان "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي: في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول، ضمن المجالس العلمية الهاشمية التي تعقدها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية سنوياً خلال شهر رمضان المبارك بعنوان"وقفيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للكراسي العلمية".
وتحدث في المجلس العلمي الهاشمي: الإمام الحافظ جلالة الدين السيوطي: سيرته العلمية، وأثره في عصره وما بعده"، وزير الشؤون الدينية التونسي إبراهيم الشايبي ومفتي الجمهورية المصرية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور شوقي علام وعضو المجلس العلمي في المغرب الدكتور محسن خوجي والواعظ على كرسي الإمام السيوطي في المسجد الحسيني الشيخ عبدالرحمن عمورة.
وتحدث الشايبي عن الدور المؤثر للإمام السيوطي، حيث وضع لنفسه بصمة في العلوم الدينية، مبيناً أن الجميع يعلم منزلة السيوطي وأمانته العلمية الكبيرة ومجهوداته الكبيرة.
ويعتبر الكثير، أنه مجدد القرن الحديث، حيث ولد أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. بأسيوط ليلة يوم الأحد غرة شهر رجب سنة 849هـ / تشرين الأول 1445م، لأسرة اشتُهِرَت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة.
كما نشأ السيوطي يتيمًا؛ إذ تُوفي أبوه وله ست سنوات، وأَتَمَّ حفظ القرآن الكريم وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل: العُمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه، وكان محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولَّى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم "الكمال بن الهمام الحنفي" أحد كبار فقهاء عصره، الذي تأثّر به السيوطي تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة.
كما تحدث الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في المجلس العلمي تحت عنوان: "الإمام السيوطي شيخ المفتين في عصره .. كتاب الحاوي للفتاوي نموذجًا" قائلا؛ كان للإمام السيوطي إسهاماته العلمية، وعطاء علمي نادر، فله أكثر من 600 مؤلف، مبينا أن ما أنجزه السيوطي رحمه الله من مؤلفات تعجز اليوم عن إنجازه مؤسسات ومراكز بحوث، رغم ما يتوافر لها عادة من مال ورجال وعلماء، ومصادر معلومات من الكتب والمراجع والحواسب ونحوها. كما أنه فتح باب الاجتهاد ولم يقف عند مذهب الشافعية بل أخذ من مذاهب أخرى، كمذهب الجمهور، مبيناً أن الإمام السيوطي راعى تغير الفتوى بتغير الأزمان .
ولا شك أن توفيق الله كان فوق الأسباب جميعها التي هيأت للسيوطي تأليف هذه الكتب، بالإضافة إلى تبحره في العديد من العلوم؛ يقول السيوطي عن نفسه: "رُزِقتُ التبحُّرَ في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع" بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلَّمها بنفسه، والطب.
كما تحدث عضو المجمع العلمي المغربي الدكتور محسن خوجي عن مناقب الإمام السيوطي وآثاره في التصنيف والتآليف وجهوده في تفسير العلوم. وتناول موسوعيته ومؤلفاته والقيمة العلمية لها، مشيراً إلى مكانة السيوطي في حقل التفسير وعلوم القرآن.
كما تحدث الشيخ عمورة عن وقفية الإمام السيوطي باعتباره عالماً موسوعياً عرف في تاريخ الإسلام، وهو يعتبر من خيار علماء هذه الأمة.
وأشار إلى فضائله وغزارة علمه وفقه وأثر في جميع العلوم.
وحضر المجلس العلمي الهاشمي، نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة،
وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، وإمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، وقضاة الشرع الشريف، وعدد من ضباط وضباط صف القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وعدد من الشخصيات السياسية، وأئمة وعلماء وممثلات عن القطاع النسائي.
--(بترا)