حظيت قبل أيام بعطية مَنَّ الله بها علي زيارة بيته الحرام وتأدية مناسك العمرة، تلك المناسك التي تطهر الروح وتعطي شعورا بالراحة والأمان.
هي بحق من أجمل الرحلات التي قمت بها في حياتي، يسرها الله لي، هدية من جلالة الملكة رانيا العبد الله "ام الحسين" وكنت من بين 500 سيدة من مختلف مناطق المملكة في "بعثة الملكة رانيا العبد الله لاداء مناسك العمرة" وكنت محظوظة في الافطار الذي دعدتنا عليه جلالتها ثاني أيام رحلتنا وصافحت الجميع ولم تغفل اي من التفاصيل مستفسرة عن الاحوال ومباركة للجميع بعمرتهن، سألت عن الاحوال والاولاد والأهل والعمل. جلالتها دائما قريبة استمعت لكل من تحدث معها باهتمام وكان حديثها مع الكل بإبتسامتها المعهودة والقريبة الى القلب.
وخلال اجواء مناسك العمرة سمعت وشاهدت كمية السعادة وجبر الخاطر الذي عكسته جلالتها على المعتمرات من ردود الأفعال وهن يتحدثن عن كيفية تم الاتصال بهن من مكتب جلالة الملكة لأخبارهن بأن الاختيار وقع عليهن لإداء مناسك العمرة، برحلة في الطائرة ، وفي افخم الفنادق الملاصقة للحرم. وكان لكل سيدة قصتها كيف عبرت عن هذه المفاجئة وكيف كانت فرحة أسرهن – وانا منهن.
تفاصيل ربما تكون بسيطه لكنها مهمه ولها معاني كثيرة اول هذه المعاني ان المعتمرات شعرن بالحفاوة الملكية الحقيقية والاهتمام الكبير الذي يدل على اهتمام ومتابعة جلالتها فعند وصول فوجنا وجدنا كل عناية من مرافقي الفوج من مكتب جلالتها والرد على كل استفسار وتلبية كل طلب، ولعل الفرحة الأكبر التي غمرت السيدات عند الوصول الى "مكة المكرمة" معرفتهن بإمكانية اداء أكثر من عمرة في هذه الرحلة لتقول احداهن "والله ما كنت اعرف احكولي كيف بدي اعتمر عن زوجي، الله يرحمه"، وفي اليوم الثاني قام المرافقين بمساعدتنا لادائنا العمرة الثانية، بإصطحابنا الى مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها للإحرام واداء مناسك العمرة، فمنهن من اعتمر عن والدتها او والدتها المتوفي او المتوفي.
وفي كل مساء من ايام الرحلة كانت السيدات الاردنيات يلتقين على مائدة الإفطار يتحدثن عن يومهن كيف قضينه في العبادة والصلاة في الحرم، وفي زيارة الأماكن المقدسة كانت 4 ايام في الحرم المكي ما بين صلاة وتسبيح وتلاوة القرأن وقلوبنا تلهج بالدعاء "لأم الحسين" التي كانت سببا في هذه العمرة بكل ودها ولطفها وكرمها، ولأهلنا واحبائنا واصحابنا ... متعك الله بالصحة والعافية جلالة الملكة.
