مدار الساعة - يعتبر سلاح الجو أساساً لا غنى عنه لكل الجيوش الحديثة حول العالم، وقد ظهر في بدايات القرن التاسع عشر مع ظهور الطائرات، حيث تم استعمالها أساساً في عمليات الاستكشاف وقصف قوات العدو، وكانت هذه الطائرات تابعة للقوات الأرضية، لكن بعد أن أثبتت أهميتها انتبهت الدول إلى ضرورة تشكيل قطاع مستقل لاستغلال هذا القطاع الحيوي.
وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وخصوصاً في الثانية ظهر التقدم التقني للطائرات، وأصبح سلاح الجو أساسياً في تقديم الغطاء الجوي للجيوش. وبعد ذلك خلال فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي تطورت المقاتلات بشكل مذهل بفضل المنافسة، وأصبحنا بعد ذلك نرى أجيالاً جديدة من الطائرات الشبحية، لا تمتلك مثلها إلا بعض الدول، أبرزها أمريكا.
حيث تعتبر الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول حول العالم التي تشغل أكثر الطائرات التكتيكية تقدماً وقدرة على الإطلاق في السماء، ولكن هل تساءلت يوماً ما هي تكلفة تدريب طيار في سلاح الجو؟ لنأخذ أمريكا أنموذجاً ونخبرك في هذا التقرير.
كيف ينفق سلاح الجو على طياريه القدامى والجدد؟
يقول تقرير لموقع sandboxx العسكري الأمريكية، إنه في عام 2019، عمل سلاح الجو الأمريكي مع مؤسسة RAND لإجراء تحليل لما ينفقه على المكافآت والأجر التحفيزي، بهدف الاحتفاظ بالطيارين الحاليين، مقابل تكلفة تجنيد وتدريب طيارين جدد ليحلوا محلهم. ووفقاً للتقرير المكون من 73 صفحة، كانت هذه المقارنة ذات أهمية خاصة في ذلك الوقت، لأن صناعة الطيران التجارية كانت تسعى بقوة إلى الطيارين المؤهلين لاستبدال قوتها العاملة المسنة، ما شجع طيّاري القوات الجوية المدربين تدريباً عالياً على الخروج من الجيش وتولي وظائف أكثر سهولة في نقل الركاب بين نيويورك ولوس أنجلوس.
وهناك عدد من المتغيرات التي يجب مراعاتها عند محاولة قياس كلفة الطيارين على الجيوش، مثل الاحتفاظ بمستويات عالية من الخبرة، ولكن أيضاً يوضع بعين الاعتبار ارتفاع تكاليف الطيارين مع التقدم في حياتهم المهنية نحو درجات رواتب أعلى. كما تخلق قوة تجريبية من جميع كبار السن مشاكل مع بدء هؤلاء الطيارين الكبار في بلوغ سن التقاعد.
على العكس من ذلك، فإن القوة التجريبية المكونة من المبتدئين (أو المجندين) تقدم تكاليف أقل، من حيث كشوف الرواتب والمكافآت، ولكنها تأتي مع التكلفة الأولية العالية للتوظيف والتدريب.
ومن الواضح أن الهيكل الصحيح للجيوش الحديثة هو مزيج من الاثنين، مع وجود عدد من كبار الطيارين المتمسكين بهيكل الأجور والمكافآت والحوافز، التي تجعلها جديرة بالاهتمام، مقارنة بالمساعي التجارية أو المدنية، وعدد من الطيارين الطموحين الذين يأتون كل عام للتدريب على وظائفهم.
يوفر هذا مزيجاً من توارث الخبرات واكتساب المهارات والتكاليف التي تسمح للفيلق التجريبي بأن يكون مستداماً على المدى الطويل، ولكن من أجل إدارة هذا التوازن يجب أن يكون لدى القوات الجوية فهم شامل لما سيكلفه هذا الخليط مقابل أغراض تخصيص الميزانية.
بطبيعة الحال، فإن الخطوة الأولى في اتخاذ هذا القرار هي تقييم التكلفة بالضبط لتدريب شخص ما من الشارع، ليطير بطائرة قد يصل سعرها 100 مليون دولار مليئة بأسرار الدولة إلى المجال الجوي للعدو، ويعيش ليروي الحكاية.
كم يكلف تدريب طيار في سلاح الجو؟
من أجل تقييم تكلفة تدريب الطيار بدقة وبشكل شامل كان على مؤسسة RAND النظر في عدد من الأشياء، ابتداء من تكلفة السكن للطالب المتدرب، وحتى تكلفة كل ساعة طيران، وتكاليف كل مرحلة من مراحل التدريب الطويلة، وصولاً إلى التعيين في وحدات التدريب الرسمية.
يوضح الجدول أدناه التكلفة الإجمالية لتدريب طيار واحد على كل طائرة مقاتلة، وفقاً لتحليل مؤسسة RAND لعام 2018، بالإضافة إلى الأرقام المحدثة لعام 2023 مع هامش التضخم، بحسب مكتب إحصاءات العمل الأمريكية.
إليك مقدار ما تنفقه القوات الجوية الأمريكية على تدريب طياريها:
