أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عبيدات يكتب: فوكا الإيجابية: كي لا تتحول الجغرافيا إلى تاريخ ٢


د. ذوقان عبيدات

عبيدات يكتب: فوكا الإيجابية: كي لا تتحول الجغرافيا إلى تاريخ ٢

مدار الساعة ـ
حين كتبت المقالة الأولى، طالب الكثيرون بتفسير مصطلح "فوكا".
" فوكا" الحروف الأولى لمفاهيم أربعة هي:
VOLITARITY: وتعني التقلّب وعدم الانتظام.
UNCERTANITY : وتعني عدم اليقين.
COMPLICITY : وتعني التعقيد.
AMBIGUITY: وتعني الغموض وغياب الوضوح.
وهذا، يعني صعوبة حل مشكلات، واتخاذ قرارات في بيئة متقلبة لا وضوح فيها، معقدة وغامضة وقدمت أمثلة من السياسة والتاريخ، حيث تحولت الأندلس وفلسطين من الجغرافيا العربية إلى التاريخ، كما ألمحت إلى العملية التربوية التي قد تواجه ظروفا مثل "فوكا".
إن مواجهة الظروف السابقة تتطلب مهارات قيادية، وغير تقليدية تستطيع التعامل مع مثل هذه التعقيدات ومن الواضح أننا نفتقر إلى مثل هذه المهارات: سياسيّا ، وتربويّا ، واقتصاديّا، وحتى حزبيّا.
فما هذه المهارات؟ إنها مهارات " فوكا " أيضا:
VISION : وتعني الرؤية.
UNDERSTANDEING : وتعني الفهم.
CLARITY : وتعني الوضوح والبساطة.
AGILITY : وتعني الرشاقة والهمّة.
إذن: نحن أمام " فوكا " جديدة إيجابية قادرة على التعامل.
بعيدا عن مصطلح "فوكا"؛ فإن العمل في بيئة معقدة مليئة بالتحديات غير المتوقعة، وغير المعروفة، مع ندرة المعلومات حولها، وغموض العلاقات بين الأسباب والنتائج، وتمتلىء بالغموض والمجهولات. هذه البيئة تتطلب مهارات غير المهارات المألوفة في مجتمعنا وقيادتنا: مهارات قيادية تتميز بالرؤية والقدرة على تحفظها بطاقة إيجابية وتتميز بالوعي والعلم والعمق، وقراءة المشهد وتحليله، والقدرة على معرفة غير المعروفات، والحضور القوي في كل مكان أو كما يقال:
BEING THERE WITHOUT BEING THERE
هذه القيادات هي وحدها القادرة على الحفاظ على جغرافية الوطن، وجغرافية المستشفى وجغرافية التعليم، ومن المعروف أن في التعليم تعقيدات عديدة، فالعلاقات السببية غير معروفة، والتقنيات تحتاج إلى شكوك وفحوصات، والمستقبل غامض، وحلول المشكلات ما زال بدائيا، فنحن نكاد لا نعرف الحسم في موضوعات بسيطة مثل العقوبات البدنية والامتحانات، والواجبات وحجم الصف، وماذا يجب أن يحتوي المنهاج، أو ما مواصفات الخريج، أو حتى مواصفات المعلم الناجح! فما بالك بفنيّات
التعليم وتقنياته!
في مثل هذه البيئة، علينا أن نبحث عن القيادات التي تتميز بالصلابة، لا بالسيولة حتى تضع مستقبلا للتعليم أو على الأقل تحافظ على جغرافية التعليم، حيث هناك قناعة أننا غادرنا التعليم الجيد منذ فترة، فهل ننتظر حتى نحوّل التعليم من الجغرافيا إلى التاريخ؟
تحية إلى مجالس التعليم جميعها! لعلّ وعسى!
مدار الساعة ـ