مدار الساعة - كتب: النائب السابق قيس زيادين
طالعت امس مقالا للصديق طلال الشرفات تناول فيه ابعاد من مقال القامة الوطنية الدكتور رجائي المعشر. الصديق الشرفات ابتعد قليلا بالتحليل واستعمل ديباجة "الوطنية" من باب ان كل من يخالف الراي هو غير وطني بمعنى او باخر.
الصديق الشرفات تناول الموضوع بطريقة لم يقصدها المعشر بالقسوة تلك ابدا. بل قامتنا الدكتور رجائي كتب بعمومية ودون اتهامية بل اقرب لدرس في التاريخ ولو اختلف جزئيا بقضية الميراث.
غير المنطقي ان تتحول قضية فنية تتعلق بالميراث بالدين المسيحي الى قضية تنصل من تاريخ او اصل.شخصيا تعلمت وساعلم اولادي اننا عرب اولا، اردنيون، كركيون مسيحيون ابناء هذا المشرق و هذه الارض، و مهما ازدادت ادوات الصهيونية برعايه و تشجيع خطاب الكراهية، لن تؤثر او تسلخنا عن عروبتنا و اردنيتنا. فعندما تطالب مجموعه من "المواطنين" تعديل قانون يخصها، فهذه ليست جريمة، فالاردني المسيحي، يتزوج بكنيسة بموجب قوانين خاصة، يتعمد كذلك، و عند الطلاق تطبق الاحكام الدينية فلماذا عند الميراث يختلف الموضوع وتصبح وكانها انسلاخ عن العشيرة او الوطن؟ الموضوع بسيط، مطالبة بتعديل قانون معين لنبقيه ضمن حدوده، فتعديل قانون الميراث لن يقلل من عروبة الاردني المسيحي ولا من انتمائه ولا من فخره بعشيرته و تاريخ وطنه الذي تضرب به الامثال. الموضوع ابسط من ذلك، وحق لكل من يطالب به كما هو حق لمن يعترض عليه، لكن دون مزاودة وطنية. مقال الدكتور رجائي كان متوازناً وعبر عن وجهه نظر قد اختلف بالذهاب بعيدا فيها، لكن البناء الاحق على المقال هو تجن على كاتب المقال وعلى من يطالب بالمساواة.فانا مع المساواة مسيحيا بالميراث و هذا لا ينتقص من وطنيتي، بل ما ينتقص منها هو مصطلحات مثل التعايش و غيرها، فالاصل انها مواطنة. دمتم بود..
لقراءة مقال الدكتور رجائي المعشر اضغط.. هنا