غريب وعجيب ما يتعرض له وزير الاوقاف الدكتور محمد الخلايلة منذ فترة بهجوم متقطع وعلى فترات ، والصاق تهم ما انزل الله بها من سلطان ، وكل ذلك معروف سببه او من يقف وراءه.
للأمانة ، انا متابع لعمل وزارة الأوقاف منذ سنوات عدة ، وتابعت أعمال من تسلموها من وزراء سابقين ، وللأمانة اقول ان الخلايلة هو الأقرب للأئمة والمؤذنين والموظفين والمراجعين ايضا.
الخلايلة الرجل المتواضع ، من سكان مدينة لم تعش يوما بالرفاهية ، نشأ على تربية صالحة ، وعلى حب الله ورسوله ، واستمر بحفظ القران الكريم والاحاديث النبوية والقواعد الفقهية والسيرة النبوية ، وتدرج بالمناصب حتى وصل ان يكون وزيرا وهذا ما ازعج البعض على ما يبدو.
لكن الانزعاج الحقيقي الذي يتعرض له الخلايلة اليوم يقع بشقين ، الشق الاول ايقافه لخطباء "يسيسون" الخطب الدينية وفق اراء احزابهم ، وهذا مخالف للسنة النبوية وخلط الدين بالسياسة المعاصرة ، والشق الاخر من يهاجم الوزراة او الوزير من أجل مصالح فكرية ذات طابع اقليمي ، وباتوا معروفين.
لا أعلم لماذا يسلط بعض النواب جل غضبهم على وزارة الأوقاف ، ويتركون وزارات اخرى لم نسمع عنها اية إنجازات او نشاطات او حتى بيانات ، ولماذا تحول الكرة دائما لمهاجمة وزير الاوقاف بعد ايقاقه لخطباء عن الخطابة.
حتى بمقطع الفيديو الذي يعاد نشره باستمرار عن اولوية ذهاب الطفل الى الروضة ام دار تحفيظ القرآن ، تم تأويل الاجابة واسقاطها ، فكلام الوزير منطقي للغاية ، ان ذهاب الطفل للروضة اولى ليتعلم الاحرف والكلمات ، ومن ثم يحفظ القرآن ولكن البعض وظف المقطع بطريقة تناسب حقده على الوزارة قبل الوزير .
نهاية ، اقول لوزير الاوقاف لقد كثر حاسدوك وقل منصفوك ، ابقى على ما انت عليه ، ولا تسمح لاحد ان يقيَم دينك او عبادتك فهي بينك وبين الله ، وما تراه صحيحا ولا يغضب الله افعله ولا تسأل ، فانت في مكان لتصحح به الإعوجاج الحاصل منذ سنوات ، ولم نرى وقتها طحينا واليوم نرى جعجعة.