أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

متهمون بالتفاهة.. لم كل هذا الهجوم؟


علاء القرالة

متهمون بالتفاهة.. لم كل هذا الهجوم؟

مدار الساعة (الرأي الاردنية) ـ
لا اعرف لماذا كل هذا الهجوم على بعض من شبابنا والذين ظلمتهم الأقدار والظروف وانتصرت لهم منصات «السوشل ميديا» التي لجأوا إليها لتعوضهم عن أيام عجاف عاشوها فلقوا من خلالها من يطرب لهم ويعوم على عومهم، فهل يعقل أن يتهموا بالتفاهة لانهم فقط لبسوا لباس جيشهم ووقفوا خلف مدرعات أجدادهم ام انها حكر للمنظرين فقط؟.
لست في موضع دفاع عنهم، فمن يؤثر بملايين المتابعين ويجذبهم لمحتواه ليس تافها على الاطلاق ولا يحتاج من يدافع عنه، فالتأثير ومهما كان المحتوى هو فن وأسلوب ومهاره وقبول لدى الناس وكريزما لا يملكها الجميع، والا لكنا جميعا اليوم مشاهير ونلاحق بالكاميرات والأخبار واصبحنا مقصدا لكبرى الشركات للترويج لها وتغيير حالنا من حال إلى حال، فكيف لنا أن نتهمهم ومن يتابعهم بالتفاهة نفسها ام أن ٤ ملايين و٢ مليون ومليون متابع كلهم تافهون باستثناء من لا يتابعونهم، وهذا إن جاز لي التعبير فهو تعميم يرفضه الواقع والمنطق وما يحققونه من جماهيرية وبشكل يومي.
في القصة الأخيرة والتي اثارت حفيظة العديد من المنظرين تتمحور حول وجود مشاهير «السوشل ميديا » في متحف الدبابات ولبسهم للباس الجيش، وهنا اتساءل أليس هؤلاء أردنيون ولهم إخوانهم وآباء كانوا ومازلوا جنودا ؟، أو انه لا يحق لهم الاعتزاز بلباس جيشهم كما حال الكثير من مشاهير العالم والأردن، والأهم من هذا كله بتنا نعلم جميعا عن متحف الدبابات والذي لربما جزء كبير من المجتمع الأردني لم يسمع به من قبل بعدما عجز من يتهمهم بالتفاهه عن اخبارنا عنه وهذا الا يسجل لهم كقصة نجاح حقيقية، اوليس جميعكم تناقلتم خبر وجودهم هناك وصورهم كما تناقلتم صور وينفر وسلمى حايك في البترا والمغطس.
المؤثر يقاس بمدى تأثيره على الجماهير والمتابعين لهم وبغض النظر عما يقدمونه سلبيا أو إيجابيا فهو بالاول و الاخر يؤثر وكما شاهدنا مؤخرا وصولا إلى تصدر صفحاتكم وبوستاتكم وتعليقاتكم والتي ليس لها قصة وحكاية الا جريمة لبلس مؤثرين اردنيين لباس الجيش العربي وتصوروا أمام دبابات جيشهم، وكان هناك من يريد احتكار الوطنية والتأثير بهم فقط.
خلاصة القول، هؤلاء شباب اردنيون قرروا أن لا يستسلموا للبطالة ولا للمخدرات ولا للتسول ولا غيرها من التصرفات المشينة مستغلين ما وفرته التكنولوجيا لهم للوصول إلى الشهرة والتي لم يكونوا يحلمون بها، فهم اليوم موجودون بيننا ومتابعون من قبل السواد الأعظم، فإما أن تدلوهم على طرق التأثير الايجابية أو ان تتركوهم بحالهم فهم لا يطلقون الشائعات ولا يحرضون على الفتن والقتل وتعاطي المخدرات ولا يعرضون السلاح ولا يهاجمون دولتهم ولا يستغلون تأثيرهم وشهرتهم بالابتزاز..
مدار الساعة (الرأي الاردنية) ـ