مدار الساعة - كتب: د. نبيل الشريف
الخطوة التي اتخذها مجلس الوزراء برفع سعر الاعلانات الحكومية جيدة وصحيحة ولكنها ليست كافية لمعالجة الازمة التي تعانيها بعض الصحف. فالصحف نفسها مطالبة باصلاح امرها وتقويم أدائها ، فهذه المعالجات التسكينية لم تعد تجدي نفعا، فقد كانت هناك خطوات مماثلة سابقا ولكن اثرها لم يدم طويلا لان اصل العلة لم يعالج.
يجب الاعتراف ابتداءً اننا امام واقع اعلامي جديد يحب ان تبدأ الصحف بغذ الخطى نحوه بما لديها من كوادر صحفية محترفة . فليس من المعقول ان لا تكون للصحف مثلا مواقع الكترونية قوية ، وما الضير في ان تستثمر الصحف أسماءها الكبيرة لإطلاق اذاعات محلية ومحطات تلفزة مثلا؟ فالنجاح مستقبلا سيكون فقط للمؤسسات الاعلامية متعددة المنابر اي التي تخاطب المجتمع باكثر من اداة او وسيلة اعلامية . الخطوات العادية لم تعد تكفي، وثمة حاجة ماسة لاتخاذ خطوات ابداعية خلاقة وغير مسبوقة من مثل دمج المؤسسات المتعثرة في مؤسسة اعلامية واحدة قوية.
لقد شهد الواقع الإعلامي تغيرات جذرية ولم يعد من المجدي إخفاء الرؤوس في الرمال والتصرف كأن شيئا لم يحدث ، فالصحافة الورقية في العالم كله تواجه تحديات وجودية، وسيكون المستقبل ملكا لمن لديهم القدرة على التكيف..