مدار الساعة - كتب: أ.د. أحمد ملاعبة .. الجامعة الهاشمية
** ما هي الدولمن أو المناطير وأين توجد؟!!!
الدولمن هي عبارة عن صخور على هيئة نصب يسميها بعض الناس في الوقت الحاضر بالمناطير، وهي طاولات حجرية ضخمة مكونة من الصخور الصوانية او الرسوبية الكبيرة والتي يصل أبعدها (1,5-2-3) وهي تشكل ما يشبه الغرف الصغيرة، لم يترك الذين أنشئوها نقشا أو علامة واحدة عليها، ظاهرة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها.
هذه الدولمنز منتشرة في العديد من مناطق الأردن لكنها متميزة في أشكالهاوكثرة تواجدها على سفوح تلال قرى وبلدات محافظة اربد فقد حملت العديد من التسميات المحلية فمنهم من أطلق عليها القلاع المتراكبة ومنهم من أسماها التصاريف ومنهم من أسماها أيضا بيت الغوله ومنهم من أطلق عليها اسم النصب التذكارية، ولا شك أن هذه التسميات لم تأتي من فراغ فلا بد أنها تحمل قصصا وحكايات لدى السكان المحليين الذين نشأوا على هذه الأرض ووجدوها أمام أعينهم بهذه الوضعية التي لايعرفون أسرارها والغاية التي بنيت من أجلها، فمنهم من حلل وجودها بأنها عبارة عن إشارات للاتصال فيما بينهم ومنهم من قال بأنها أقيمت كمذابح خاصة يذبح عليها فوق الطاولة كشعائر دينية يتقربون بها إلى الله ومنهم من قال عنها بأنها مدافن وبعضهم ربطها بالديانات القديمة أمثال العالم الإنجليزي (رايت) الذي حاول ربطها بأناس ورد ذكرهم في التوراة أو ما يذكر بجيل العمالقة أو الزمزميين الذين تواجدوا في السعودية والأردن وغير ذلك من التكهنات والمقترحات حول وظيفة هذه الأنصاب الحجرية، لكننا بالتالي نقول بأنها لم تنشأ عبثا ولم يقدم الذين أنشئوها على تركيبها بهذه الصورة دون سببا.
أن الأردن من أكثرالمناطق تأثرا بهذه الظاهرة، علما بان تواجد الدولمنز في محيط حفرة الانهدام يبدأ من شمال سوريا حتى معان جنوب الأردن وان وجدت في مناطق أخرى مثل لبنان والسعودية والبحرين واليمن و تونس والجزائر وجنوب أفريقيا وكذلك بريطانيا، حيث اهتم البريطانيون بهذه النصب التي أطلقوا عليها ستون هينجز وعملوا قصة كبيرة من حقل صغير موجود هناك يدر عليهم دخلا عاليا من المال لقاء ما يجنونه من مرتاديه من السياح، وقد كان من ضمن أهم المواقع التاريخية المشهورة على مستوى العالم التي نافست بان تكون إحدى عجائب الدنيا السبعة لعام 2007.
ينتشر العشرات من الدولمنز في حقل داميا ودير علا والجوافة والمسيطر ومادبا وحسبان وخريسان في محافظة المفرق ومقام عيسى (لواء بيرين/الزرقاء) و بلدات كفر بوبا وخرجت وسمر وشمال بلدة جحفية ولكن الزحف العمراني قد دمر العديد منها حيث أزيلت تماماً، ومن المرجح أنها استخدمت كقبور لجماعات بشرية كانت تهاجر من شمال المملكة إلى جنوبها وفلسطين في العصر البرونزي الدور الأول/الثاني، وقد دلت الحفريات التي أجريت أنها تعود "للعصر البرونزي المبكر الأول/الثاني" حوالي 2900 ق.م. وهناك عدة كتب ورسائل ماجستير والابحاث المنشورة منذ ٨٠ عام أهمها الاكتشافات الجديدة في محافظة الزرقاء.
تم أخذ بعض (الدولمن) من جحفية إلى كلية الآثار في جامعة اليرموك وقد تم إعادة تركيبها هناك للزائرين.