أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هلّ الخير في شهر الخير، فلنتكافل معاً في خدمة مجتمعاتنا


الدكتور محمد عامر الركيبات

هلّ الخير في شهر الخير، فلنتكافل معاً في خدمة مجتمعاتنا

مدار الساعة ـ
شهرُ رمضان المبارك، شهر الخير والعطاء والقِيَم والأخلاق الذي تبرز به قيم العمل التطوعي في خدمة المجتمع كالتزاور والتكافل الاجتماعي وإغاثة الفقراء والمساكين، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلّم في هذا الشهر اتقوا النار ولو بشق تمرة، هذا التكافل الذي يؤكد بأن ديننا الحنيف دين التراحم والتكافل والتكاتف، ولعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" نبراس عملنا في شهر الخير والغفران؛ شهر رمضان المبارك.
يعلم الجميع بأن التكافل بين أبناء المجتمع الواحد مطلوب دوماً وفي كل الأحوال، وأفضل الأوقات التي تتضاعف فيها حسنات أعمال الخير هي أيام هذا الشهر العظيم الذي كان نبينا عليه السلام أجود الناس وأكرم الناس، كان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان، ويقول صلى الله عليه وسلم: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة."
كل هذه الأحاديث الشريفة هي منهاج العمل في رمضان المبارك الذي يتسابق به أهل الخير لكسب الحسنات ورضا الله جل وعلا من خلال أعمال الخير المختلفة والتي تتمثل بإغاثة الملهوف ومساعدة الفقراء ودعم المساكين, ويعتبر شهر رمضان شهر التكافل والتضامن الاجتماعي والتآزر وتقديم كل ما يحتاج إليه الفقراء والمساكين, بل إن الإسلام جعل زكاة الفطر شرطا لتكامل الصيام وصحته، وكان الحبيب المصطفى يقول: ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، شهر رمضان يحث على السعي والهرولة لقضاء حوائج الناس, ولقد حث رسول الله على ذلك، فقال: " من مشى في حاجة أخيه فأتمها له كان كمن اعتكف عشر سنين."
إن من فضل الله ونعمه الكبيرة علينا في أردننا الحبيب التعاون والتكافل بين الناس بمجتمع متحاب يتميز بالتواصل الانساني، فتتعالى في هذا الشهر الكريم قيم التآخي بين الناس، وتتسابق الأيادي لتقديم العون والانخراط في الأعمال التطوعية، كون أن من أحب الأعمال عند الله سبحانه وتعالى هي أعمال الخير وفي شهر رمضان تتضاعف هذه الأعمال، وكلنا نعلم بأن شهر رمضان يعد فرصة عظيمة للعمل التطوعي، فالنفوس تواقة للعمل الخيري والإنساني، والكل يريد أن يتسابق لعمل الخير وكسب الحسنات وعمل الطاعات، فالأجواء في رمضان مهيأة لعمل الخير، يقول صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" والأوصاف الثلاثة في الحديث كلها دالة على إقبال النفس على العمل الصالح وإشارة إلى فضل التطوع في رمضان، وقال عليه الصلاة والسلام: عن شهر رمضان : وينادي منادٍ كل ليلة، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
ختاماً، تأتي أهمية التكافل والتواد في هذا الشهر الفضيل من أهمية الإخلاص في العمل لله سبحانه وتعالى، وترك النظرة الشخصية لمن يقوم بالأعمال التطوعية، ونعلم بأن الأعمال الخيرية التطوعية من الأعمال المرغبة في سائر الأوقات وتتأكد في مواسم الخيرات وتضاعف الخيرات مثل شهر رمضان، فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وذلك حين يلقاه جبريل فهو أسرع بالعطاء من الريح المرسلة، وهذا دليل أن الإنسان في شهر رمضان يزداد في كل خير ومن ضمنها الأعمال التطوعية، ونقول مع قدوم هذا الشهر الفضيل: هلّ الخير في شهر الخير، فلنتكافل معاً في خدمة مجتمعاتنا.
مدار الساعة ـ