أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

خمس وخمسون عاماً على ذكرى كرامتنا الخالدة


الدكتور محمد عامر الركيبات

خمس وخمسون عاماً على ذكرى كرامتنا الخالدة

مدار الساعة ـ
الحادي والعشرين من آذار، اليوم الخالد في تاريخ الأمة العربية؛ وهو اليوم الوطني الأردني أيضاً الذي يحمل في طياته أروع معاني البطولة والشجاعة والنصر والاعتزاز، نستذكر فيه عبق الذكرى الخامسة والخمسون لمعركة الكرامة الخالدة، هذه المعركة التي أدارها الأردن بوحدة وطنية استثنائية، وقادة عسكريين أبطال وشهداء نعتز بأنهم سطروا ملاحم البطولة والفداء، وتعيدنا بها الذكريات إلى الكلمات الخالدة لجلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه حينما قال: " وكانت الأسود تربض في الجنبات على اكتاف السفوح وفوق القمم في يدها القليل من السلاح والكثير من العزم وفي قلوبها العميق من الإيمان بالله والوطن، وتفجر زئير الأسود: الله أكبر "
تنتشي النفوس في هذه الذكرى العظيمة، وتلبس الأرض ثوب البهاء في موعد متجدد مع الحياة، ولا ننكر بأن هذه المعركة تعتبر نموذجاً من النماذج الأردنية الأصيلة في التضحية والصمود والتكافل والعزيمة التي تفوقت على كل الظروف، وخلقت واقعاً نفتخر به، وأعادت التذكير فيه بحضارة هذه الأمة، فظلّت خير أمة بأخلاقها، وتسامحها، ومعارفها، وشجاعتها، إنّهُ يوم الفخر الذي سطّر نشامى الجيش العربي المصطفوي فيه أروع البطولات والتضحيات بقيادة المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وأكدوا هؤلاء الأبطال أن نصر الكرامة الخالد شكّل علامة فارقة في تاريخ الوطن والأمة، وعزز منعة الدولة الأردنية وقوتها وثباتها على المبادئ القويمة والحق، ودفاعها عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني قيادة جهود الدفاع عنها.

لم تَغِب شمس الحادي والعشرين من آذار إلا وهي تُبشّر بالنصر وتزفّ إلى السماء شهداء الأردن الأبطال الذي سطّروا بين الخندق والخندق حكايات صبر وثبات، وبين تلال الكرامة نسمع صوت المقاتلين يهدرون بالتكبير، ويَقبِلونَ على الشهادة بفرح، ومن فوق الدبابات وتحت جنازيرها تأتي أخبار النصر، فهذا الشهيد الملازم خضر شكري يعقوب الذي سطّر واحدة من أروع أمثلة الفداء للوطن حينما قدّم إحداثيات موقعه في المعركة لقوات المدفعية الأردنية حتى تقصف موقعه بعد أن حاصرته آليات العدو ونادى على الجهاز: “طوّق العدو موقعي، ارموا موقعي حالاً، حققت الشهادة في سبيل الله والله أكبر”، ليرتقي شهيداً طيباً مباركاً مع رفاقه في الموقع؛ مُوقِعاً خسائر فادحة في صفوف محاصريه مُخلِّداً برفقة الشهداء الأبرار أسماءهم على ثرى الكرامة الطاهر، فسلام على قائد الكرامة وصانع انتصارها، وسلام على الشهداء الذين عطرت دماؤهم الزكية أرض الكرامة.
لقد سجّل نشامى الجيش العربي أول نصر تاريخي على الجيش الصهيوني المتغطرس، فحطموا أُسطورته وغروره وألحقوا به أفدح الخسائر وأعادوا للأمة العربية عزتها وشرفها وكرامتها، فتحطمت الغايات والأهداف أمام صخرة الصمود الأردني، كما سطّر النشامى في ذلك اليوم الأغر بدمائهم الزكية أروع البطولات والتضحيات دفاعاً عن ثرى الأردن الطهور، وسيظل النصر الذي سطّره نشامى الوطن في يوم الكرامة مرسوماً في أنصع صفحات المجد ، وذكرى خالدة في نفوس الأردنيين على وجه الخصوص، هذا النصر الذي كان مثالاً يُحتذى بالصمود والوقوف من أجل الوطن والعقيدة والشرف والعزة والتصميم على تحقيق الهدف أمام أي قوة أو عدوان ليتحقق النصر وتصان الكرامة بمعناها الحقيقي من حيث الحرية والسيادة والنصر.
رحم الله شهداءنا الأبرار ونسأل المولى أن يسكنهم فسيح جنانه، وحمى الله الأردن الأعز والأغلى، وحمى الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، رمز فخرنا وحماة أمن واستقرار وطننا وصون منجزاته، ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً شامخاً قوياً عزيزاً عصياً بقيادة حضرة صاحب الجلالة الهاشمية القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظهما الله ورعاهما.
مدار الساعة ـ