اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ألمانية 'تحسد' الأردنيين


علاء القرالة

ألمانية 'تحسد' الأردنيين

مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/21 الساعة 09:55
لم اكن أتخيل أن يأتي يوم من الايام يتفاجأ فيها مواطن من دولة أوروبية متقدمة وكبرى كالمانيا بما شاهده في المملكة ولدرجة «الحسد والغيرة» لما نعيشه من حالة استقرار وعلى كافة الأصعدة وتحديدا الاقتصادية منها، مقارنة مع الواقع المعيشي الذي يعيشونه هم في دولهم جراء الاحداث العالمية، فماذا قالت السائحة الالمانية من أصول عربية تعيش هناك منذ عقود و على ماذا تحسد الأردنيين؟.
المقارنات التي ذهبت اليها هذه الالمانية والقادمة الى المملكة بزيارة عمل وسياحة معا تدعو الى الدهشة وكذلك الاستغراب، فعلمات الدهشة بدت واضحة عليها في كل شيء تراه وخاصة انها اعلنت غضبها من صديقنا المشترك وهو اردني واتهمته بالكذب لانه وفي اي اتصال يجريه معها يتذمر ويشكو لها من الظروف المعيشية في الاردن وسوء الاوضاع، فتكونت لديها صورة ليست حقيقية عن الاردن وما تعيشه فجعلها تتخيل انها ستزور دولة فقيرة ونائية لا تمتلك طرقا ولا تنظيما ولا حتى مواصلات واتصالات وانترنت ويقف اهلها بالطابور امام المخابز والمتاجر للحص?ل على سلعة وبان شوارعنا تخلو من المركبات الحديثة والمتطورة وبأن حياة الرفاهية لدينا شبه معدومة الامر الذي تسبب لها بصدمة اذهلتها حتى الاسترسال بالمقارنات بين ما نعيش نحن وما يعيشونه هم في اوروبا الأن.
"المواطنة الالمانية «التي تقضي حاليا اجازتها عبرت عن دهشتها من توفر البضائع وبكافة اصنافها وتحديدا الغذائية منها، حتى انها تعجبت من عرض البضائع على اطراف الارصفة وامام المحال وكما انها دهشت من ان رفوف المتاجر لدينا تفيض عن قدرتها الاستيعابية وبأن هناك تجارا مازالوا يقدمون العروض عليها ويغرون المستهلكين لشرائها، لتقارن الاوضاع في المانيا والتي أكدت بأنهم يعانون من نقص المواد الغذائية وخلو ارفف المتاجر في احيان كثيرة والاهم من هذا كله ان اسعارها وان توفرت لم تعد كما في السابق فشهدت ارتفاعات كبير ما دفعهم الى?تغيير انماط استهلاكهم وبشكل اجباري لمواجهة موجات الضخم، متسائلة كيف لدولة أمكانياتها الاقتصادية لا تقارن مع دولة كالمانيا والكثير من الدول الأوروبية بان تحافظ على المستويات نفسها للاسعار وتوفير البضائع بهذا الحجم والكميات.
الامر لم يتوقف عند الغذاء ولا البضائع بل انها ايضا استغربت من ازدحامات المرور وكثرة المركبات والتي هي في اغلبها حديثة تجوب الشوارع ليلا ونهارا لتتساءل اليس لديكم ازمة طاقة وهل اسعار المحروقات لم ترتفع لديكم، فنحن في المانيا هجرنا مركباتنا واصبحنا نستخدم الدراجات الهوائية ولا نستخدم المركبات الا للظرورة القصوى، وكيف لدولة تواجه كل هذه التحديات وموجات اللجوء وتحاط بدول غير مستقرة امنيا ان ينمو اقتصادها وان تزداد استثماراتها وتحافظ على استقرارها النقدي والمالي وكيف لها ان تجذب هذا الحجم من السياحة وتواجه الفق? والبطالة وتختتم حديثها واستفسارتها بانها لا تبالغ بالوصف ولا عندما تقول انها تحسدنا على ما نحن فيه فالمانيا وكل اوروبا تغيرت بعد الحرب الروسية الأوكرانية فتغير حالهم الى غير حال.
خلاصة القول، أنه وبالرغم من كل حالات التذمر والشكوى التي بتنا نسمعها واصبحت عادة عند البعض غير اننا مازلنا من الافضل والاقوى اقتصاديا ومعيشيا، وخاصة اذا ما قارنا حالنا اليوم مع كثير من الدول لا بل اغلبها باستثناء الدول النفطية ذات اعداد السكان القليلة، وعلى هذا فلنستشهد على شهادة هذه الالمانية بكثير من الشهادات التي قد يدلي بها ابناؤنا المغتربون وفي الكثير من الدول والذين يلحظون كل شيء ويجيدون المقارنة، والله والوطن من وراء القصد.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/21 الساعة 09:55