عام ١٩٦٨ كانت الكرامة في هيئة معركة فاصلة لإجهاض بعض من مخططات العدو في طمس المقاومة الفلسطينية التي كانت تحتشد على الحدود في قرية الكرامة الأردنية، وتحقيق المزيد من العمق الاستراتيجي للدولة اليهودية، ولضم المزيد من الأراضي في غور الأردن، والتوسع باتجاه المزيد من المواقع الحيوية والمسيطرة على المرتفعات الجبلية الشرقية
الكرامة هي نصر أردني بحت، ولا يمكن إنكاره إلا من جاحد ومتآمر ممن ركبوا موجة النصر ليتاجروا على حسابها لتحقيق المزيد من المكتسبات الشخصية الشعبوية الرخيصة
الكرامة سطرها وكتبها جنود الجيش العربي الأردني، والبعض ممن لم يقبلوا الانسحاب من أرض المعركة من المقاومة الفلسطينية، والذين يستحقون بجدارة أن يخلدهم التاريخ
الجيش العربي الأردني علم منذ البداية بنوايا العدو الإسرائيلي، حيث قام بالتجهيز لردعه بقوّة وتحت إشراف مباشر من القيادة العامة الأردنية وعلى رأسهم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه، حيث كان يدير المعركة بأدق تفاصيلها ومن يتحدث بغير ذلك فهو واهم وجاهل في إحدى أهم تفاصيل الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي
لن أقوم هنا بالسرد التاريخي للمعركة والذي يعلمه الجميع ويمكن لغير العارفين الاطّلاع عليه بكل سهولة، حيث أفرد له المؤرخين الكثير من المؤلفات والسرديات التي أوردت أدق تفاصيل هذه الأحداث التي شكّلت ضربة موجعة للعدو والتي شهد لها العدو نفسة ومؤرخيه في شجاعة الجيش الأردني وبسالة جنوده وجميع من شارك في معركة الكرامة، ولغاية هذه اللحظة يوجد بيننا أحياء من الضباط والجنود الأبطال الذين شاركوا في هذا الانتصار التاريخي
في هذه الكرامة سطّر الأردن شهادة وفاه لأطماع العدو ومحاولاته البائسة للتمدد على حسابه، وروت دماء الشهداء أرضه لتزداد طهارة بعد طهرها منذ ان سالت عليها دماء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
الأردن اليوم قوي بمثل هذه البطولات المُشرّفة التي ما تزال تلهم أبناءه وأبناء الشرفاء من العرب والمسلمين، حيث هذا "الشرف لا يناله حثالة القوم وأهل النفاق والخسّة" ويشهد العقلاء وأهل الحق ولا يستطيع أحد إنكاره
الأردن في كل عام يُخلد ذكرى هذه المعركة حيث غداً ستكون ذكراها بتاريخ 21 آذار حيث يرعاها دائماً جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ويكرّم عائلات شهدائها وجميع من أصيبوا فيها ومن هُم على قيد الحياة ممن شاركوا فيها، ويعطيها مثل كل عام كامل الحق والتأكيد على أهميتها في التاريخ العربي والإسلامي لتبقى عالقة في أذهان الجميع ومنارة إلهام للأجيال القادمة ورسالة خالدة في أذهان الجميع وبالأخص العدو الإسرائيلي
حفظ الله الأردن وجيشه العربي الباسل ورحم شهداء الكرامة وأدام الله على الوطن الحبيب نعمة الأمن والقوّة والعزّة والكرامة
الوريكات يكتب: معركة الكرامة 'للنصر ألف أب والهزيمة يتيمة'
عبد المنعم الوريكات
عقيد متقاعد
عقيد متقاعد
مدار الساعة ـ