لست ضد الرقص أبدًا، فخير الرقص ما كان في سبيل الوطن!!
انتشر فيديو يظهر قادة حزب- واسع الحظوظ- يحملون "البواريد" القديمة، والسيوف ويرقصون احتفالًا بمنجز حزبي لهم ، ولو من باب اختيارهم قادة للحزب ، وهذا حقهم ، فالرقص الوطني مشروع! قد يرقصون لنا اليوم أو أمامنا أو من أجلنا، فالمهم أن لا يرقصوا علينا أو فوقنا بعد تحقيق ما حصلوا عليه من وعود الدولة. إذن ؛ يرقصون من أجل الحزب والوطن، فهذا رقص حزبي! وأداء الحزب في الرقص كان متقنًا ومرتبطًا بالفولكلور الأردني بشكل كامل.
هذا المشهد أثار في نفسي سؤالًا مثل؛ إن الحزبي يمثل الحزب في كل شيء، فسلوكه حزبي، وفكره حزبي لم يعد حرّا إلّا بمقدار تكليفه من الحزب أو انسجامه مع فكر الحزب: فإذا أدلى بتصريحات سياسية أو اجتماعية أو نضالية، فإنها ستحسب للحزب، وتعكس موقف الحزب، فهل بالضرورة أنّ ما يصدر عن الحزبي يجب أن يلتزم بالحزب ومبادئه؟
قرأت مقالة سياسية لمسؤول حزبي كبير ، موقعة باسمه لا باسم منصبه الحزبي، يرسم فيها سياسات، ويحدد فيها ما على الأردن فعله، ويحذر الأردنيين من اتفاق سعودي إيراني…. الخ!
وهذا ما أثار أسئلة عديدة ومهمة:
-هل يحق للحزبي القيادي أن يصرح بسياسات غير سياسات حزبه؟
-هل يحق له أن يخفي منصبه الحزبي، ولا يوّقع به على مقالة وطنية مهمة وعميقة؟
لماذا لا يوقع باسمه ولقبه الحزبي: الكاتب فلان، رئيس حزب….؟
-هل يحق لحزبي قيادي أن يتحدث بغير صفته الحزبية كأن يقول: وزير سابق أو مدير أو عسكري سابق؟
-والسؤال الأكثر أهمية: هل يحق للحزبي أن يكون له رأيان: حزبي وشخصي؟
قد تكون الإجابة بديهية ، فعلينا أن نعتاد بأن الحزب ليس ناديًا رياضيًا أو جمعية خيريًة أو وظيفة عامة. الحزبي حر كأي مواطن في إبداء رأيه الخاص داخل حزبه، فبعض الأحزاب تدّعي الديموقراطية ، وتقبل بأجنحة داخل الحزب: يمين وسط يسار لكن خارج الحزب وفي العلن لا رأي خاص لحزبي خاصة إذا كان قياديّا!!
ملاحظة: إذا كتب حزبي مقالة سياسية أو اجتماعية ووقعها باسمه فهذا يعني أنه نسي أو لم يعتد على صفته الحزبية، أو يرى نفسه فوق حزبه!!
لذلك قلت أمس: لدينا حزبيون
وليس لدينا أحزاب!، واليوم أقول:
ربما ليس لدينا أحزاب ولا حزبيون!