الآن في ضوء قيام الهيئة المستقلة للانتخابات بنشر جداول الناخبين المحدثة بموجب قانون الانتخابات النيابية الجديد بعد التحديث، والجدل القائم حول توزيع الناخبين على الدوائر الإنتخابية والمحافظات استنادا إلى مكان الإقامة الحقيقي للناخب، وبما أن الأردن يتجه صوب الانتخابات النيابية القادمة التي تفصلنا عنها حوالي العام ونصف، وفي ضوء الحراك الحزبي النشط التي تقوم به الأحزاب السياسية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المؤسسين، إضافة إلى النشاطات التوعوية التي تقوم بها المؤسسات المعنية بنشر ثقافة الحياة السياسية والحزبية، تبرز الحاجة الملحة الآن نحو البدء بحملات تشجيعية بالتزامن والتوزاي مع الحملات التوعوية الحزبية، بهدف تحفيز وتشجيع الناس على الإقبال على المشاركة في الانتخابات النيابية من خلال الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهذه معضله وتحدي كبير واجهته الدولة الأردنية خلال الانتخابات النيابية والبلدية ومجالس المحافظات السابقة، ولذلك يجب أن نفكر بآلية وبطرق ووسائل تحفيزية تشجع الناس على الخروج من بيوتهم، ووقف رحلاتهم السياحية في يوم الاقتراع باعتباره عطله ويوم استراحة، واستثارة انتمائهم الوطني لدفعهم إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لأي كان من المرشحين من القوائم الحزبية الوطنية التي سوف تتشكل، حتى لو اضطر الناخب إلى وضع ورقة بيضاء في الصندوق إذا لم يكن مقتنعا بأي مرشح، المهم الذهاب إلى مركز الاقتراع ووضع صوته في الصندوق وممارسة حقه الدستوري، لأنه لا يعقل أن نبقى حبيسي الغرف والمنازل وجلد الذات، وتوجيه النقد للمجالس النيابية والنواب، وهو لم يشارك في اختيار ايا منهم، وبناء على ما تقدم فإنه يتوجب على المؤسسات المعنية بالحياة السياسية أن تبدأ بوضع الخطط والبرامج لتحقيق الهدف المبتغى برفع نسبة الاقتراع، بما يفضي إلى إنجاح منظومة التحديث السياسي، وخلاف ذلك سوف تبقى منظومة التحديث السياسي مشلولة، ولم تحقق أهدافها إذا بقيت نسب الاقتراع متدنية، وللحديث بقية.
كيف نرفع نسبة الاقتراع النيابي؟
مدار الساعة ـ