كتب .. الدكتور كميل موسى فرام
أي بني!
ربما تلاحظ أنني أكتب اليك رسالتي السنوية بدون مقدمات أو هناك قفز متعمد عن الروتين الذي جعل من سلوكنا تقليداً متوارثاً بدون مجال لمناقشة أدبياته حيث نحتكم لأسس السلوك الأدبي والأخلاقي بدون تمرد، ولكنني أرى فيك الشخص المحاور الذي لا يستسلم لأوامر التنفيذ أو يتصرف بسليقة الأدب المغلف بثوب الشك أو الاطاعة العمياء، ويكفيني أنك قد فرضت من ذاتك بالفطرة والعفوية ومنطق التصرف الصحيح أستاذا بالمدرسة التي أتعلم منها حكم الحياة، فهناك من يعتقد أنه قد استوفى شروط الحكمة والأداء خصوصا عندما يغزو الشعر الأبيض جزء من صفحات أدائه، ليجد موقفا أو ردة فعل مبرمجة أو عفوية فيراهن على قرار يفرضه وينفذ بحكم السلطة أو العمر، قرار يرتدي حلة باهتة ويعتمد على فرضيات الخبرة والحنكة حتى إذا جاءت النتائج بعكس إرادته، فيكون من السهل تبرير تلك الخسائر والأخطاء على المحيطين، فالعمل عبر السنوات يا ولدي يكسبك الخبرات التي عليك بتوظيفها لرصف طريقك وتجعل منها درجات سلم الوصول للمجد الذي أجزم أنه واحد من أهدافك كما أرى بحركاتك وتصرفاتك وعدم اندفاعك كالآخرين، فقد علمتني حكمة الحذر من مطبات الدهر بالرغم أنني أكبرك سنا وخبرة، وها هو صوتك وسلوكك يصدح بالايمان عندما تسمع جرس الكنيسة يقرع أو آذان المسجد يعلو أحتراما لرمزية الأماكن المقدسة والمحافظة عليها، وهناك الجانب المضيء من حياتك لأنك تؤمن وتتصرف بحكمة الصدق، الصبر، الأمانة، العطاء، الاعتراف، الارادة، المحاولة، الأمل، التحصيل، والبحث، بل يكفيك فخراً انتمائك الوطني الذي جعل منك شجرة عطاء دائمة الثمرة والانتاج.