كان متوقعا أن يقوم رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بجولة على بعض المحافظات بعد أن فرغت حكومته من وضع برنامج تنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وافترض أنه سيوسعها لتشمل عموم محافظات المملكة.
بعد أن استمع جلالة الملك عبدالله الثاني الى الخطة التنفيذية في ورشة العمل التي كانت نظمتها رئاسة الوزراء لشرح الخطة كان جلالته مهتما بان يتم شرح هذه الخطة للناس كي تضمن الحكومة تفاعلا ايجابيا معها وكي تستمع الى مختلف الاراء لتطوير الخطة كي تكون اكثر واقعية وقابلية للتطبيق.الرئيس الخصاونة كان مهتما غير مرة بان يرسل رسالة واضحة بان حكومته لا ولن تبيع الوهم للناس وانها ستتعامل بواقعية مع التحديات الاقتصادية ومع ما هو مطلوب منها في اطار الحلول الممكنة والقدرات المالية.لا نشك لحظة في توفر الإرادة القوية والرغبة الصادقة والتصميم الأكيد عند رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة في تلبية الاحتياجات والمطالب لكل المحافظات، وقد كانت زيارته التي بدأها لبعض المحافظات تخدم هذه الاهداف.في المحافظات تتراكم المطالب وهي محقة لكن ما تحتاج اليه اي حكومة هو الافكار لتطوير العمل وازالة المعيقات، وهي بحاجة الى مبادرات القطاع الخاص الذي لا يمكنه ان يقوم بمشاريع ليست ذات جدوى بمعنى انه يحتاج الى اغراء يمكنه من تنفيذ مشاريع ضرورية في المحافظات ومعنى الشراكة يصب في هذا الاتجاه وهناك تجارب ناجحة في عدد من محافظات الجنوب.خزينة الحكومة تعاني من العجز وتعتمد على سخاء المانحين والدائنين وليس امام الحكومة لتلبية مطالب المحافظات الا ان تطرق ابواب القطاع الخاص ولكي تنجح عليها ان تقدم للقطاع الخاص اسباب النجاح.لدى الحكومة اليوم برنامجا ليس زاخرا بالوعود والتعهدات وعليها ان تتحاشى استخدام كلمة سوف!!. قدر الامكان وهي الكلمة النافرة التي تعني في ذهن المواطن ان شيئا مما تعد به الحكومة لن يتحقق ومن ذلك الابتعاد عن الأهداف التي تحتاج الى معجزة اقتصادية كان تمطر السماء بالمال لكن ما يمكن ان تملكه الحكومة وهي قادرة هو الارادة.ليس مطلوبا من الحكومة ان تقيم مشاريع صناعية أو تجارية أو تسويقية أو سياحية، فقد سبق أن مارست هذه النشاطات بفشل ذريع وانسحبت من هذه النشاطات وتركتها للقطاع الخاص.ما تستطيع الحكومة ان تفعله هو تسريع اتخاذ القرارات الإدارية لان الفشل في هذه المرة سيزيد الإحباط ويزعزع اكثر الثقة بالحكومة وبرامجها ووعودها..qadmaniisam@yahoo.com