فيما يستمر السجال لتحديد الجهة المسؤولة عن حل معضلة الكلاب الضالة ،التي صارت خطراً حقيقياً يهدد الاردنيين في عقر بيوتهم ،وهو سجال يطرح سؤالاً ملحا وحائرا، يقول إنه إذا وقعت كارثة طبيعية في بلدنا، زلزالاً كانت هذه الكارثة اوفيضانا لاسمح الله ،او كانت كارثة من صنع البشر، مثل انهيار أبنية كمبنى اللويبدة ،وهو أمر وارد في ظل الغش والذي استشرى في بلدنا،والذي يتحدث عنه الناس كمواصفات الكثير من المباني في بلدنا ، بالإضافة إلى تكرار حوادث التسمم الغذائى الناجم عن الغش أيضا وكلها تزيد من إلحاح السؤال وحيرته والذي يقول هل سيكون لدينا وقت للجدال لتحديد الجهة المسؤولة عن التعامل مع هذه الكارثة في حال وقوعها لاسمح الله ؟!
في ظل استمرار هذا الجدل يأتي الجواب من قواتنا المسلحة ،جوبا عمليا،تمثل بافتتاح رئيس هيئه الاركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي فعاليات تمرين درع الأردن 2023, الذي يهدف الى رفع القدرات الوطنية في التعامل مع حوادث المواد الخطرة،وقواتنا المسلحة في أعلنها عن هذا التمرين ،تؤشر لنا بوضوح لا لبس فيه، إلى مفتاح التعامل الناجح والناجع مع كل شىء، وهو أن نكون في جهوزية كاملة ومستمرة ،وان نستمر في رفع قدراتنا حتى تظل هذه الجهوزية فعالة ،فلا نؤخذ على حين غرة .
ما أعلنت عنه قواتنا المسلحة من تمرين يهدف إلى رفع القدرات الوطنية في التعامل مع حوادث المواد الخطرة، هي وصفة مجربة قدمت عليها قواتنا المسلحة الدليل تلو الدليل ، وفي الخاطر دورها في التصدي لجائحة كورونا ،حيث قدم الأردن نموذجا عالميا بالتصدي للجائحة عندما كانت إدارتها ببد جيشنا ،الذي برز دوره أيضا في التعامل مع الانفجار الكيماوي الذي وقع في ميناء العقبة، ومثل ذلك في تصدي قواتنا المسلحة لحرب المخدرات التي تشن علينا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سنظل نعتمد على قواتنا المسلحة وحدها في مواجهة كل مانواجهه من ازمات ،وفي ذلك تحميلها ماهو ليس في نطاق مسؤوليتها المباشرة ،وصرف جزء من جهدها ووقتها عن مهمتها الأساسية ، أليس من الواجب أن تكون كل أجهزة الدولة بكامل جهوزيتها لمواجهة أي طارئ وفي أي لحظة يقع هذا الطارئ،وهذا يعني فيما يعنية أن تخضع كل أجهزة الدولة ووفق خطة مدروسة لدورات لبناء جهوزيتها اولا ،وثانيا استمرار رفع وتطوير هذه الجهوزية،وحتى يتحقق ذلك ستظل قواتنا المسلحة محط الرجاء والأمل في مواجهة ما قد نتعرض له.