لقد إستوقفتني هذه الآية (مَّا یَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِیمࣰا (النساء: 147)) كثيرا. قرأتها أكثر من مرة متدبرا المقصود منها، وشعرت وكان الله يكلم عباده َويقول لهم مستفهما: َماذا سيفيدني عذابي لكم؟ وليس الهدف من خلقي لكم ان اعذبكم، ولكن هناك يوم حساب وثواب وعقاب. فالأمر بسيط جدا للغاية، لئن شكرتموني على نعمي التي أنعمتها عليكم والتي لا تعد ولا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل: 18)). ولقد ذكر الله في الآية الشكر قبل الإيمان لأن الإحساس بالنعم يؤدي إلى الشكر اولا ثم الإيمان بالمنعم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)) ولأن الشاكرين من عباد الله قليلون (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ:13)). ولئن آمنتم بي حق الإيمان وإتبعتم أوامري وإجتنبتم نواهي فلكم عهد عندي ان لا ولم ولن اعذبكم لا في الدنيا ولا في الآخرة ، بل اكون شاكرا لكم لاني عليَم بصدق شكركم وإيمانكم بي (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (آلرحمن: 60)). وهذا كرم من الله ليس بعده ولا قبله كرم فلنستغله ونكسب سعادة الدارين الدنيا الفانية والآخرة الدائمة.
لا ولم ولن يعذب الله عباده إن شكروه وآمنوا به
مدار الساعة ـ