دعوني أروي لكم عندما استيقظت و وجدت نفسي في مدينة الزمن
نعم انها مدينة مرعبة أُصبت بالدهشة و الذُعر. أرى جميع الأشخاص يركضون حولي ولا احد ينظر إلي مع اني غريب عن المدينة. ولا احد يلتفت الى الاخر كلُ ما يفعله سكان هذه المدينة يجّرون .ولتَعجبوا أكثر سكان هذه المدينة لا يتداولون المال ولا المناصب . العملة الوحيدة في هذه المدينة هي الدقائق ,نعم كل شخص يرتدي ساعة و يذهب الى عمله من اجل الحصول على دقائق شحن اضافية تمتعه في هذا العالم هناك من أصبحت ساعته في الخط الاحمر و هنالك من بات مرتاحاً و يضحك لان لديه ملايين الساعات و الدقائق .وما أقبح ذلك اللئيم الذي يأتي اليه رجل لم يتبقى من عمره الا القليل و يتوسل اليه من أجل دقائق اضافيه لكنه يضحك من شدة لؤمه .تباً لا اريد ان اذكر ذلك الفتى الذي استيقظ صباحاً و قَبل أمه و دموعه في عيناه لان أمه لا تحمل المزيد من الوقت قد يعود من عمله ولا يجدها قد تنفذ دقائقها بأي لحظة .و وعدها انه سيذهب ليجمع لها الدقائق وانه سيجدها في محطة القطار مساءا حتى يشحن لها وقت , للاسف لم يتمكن من ذلك .نعم مدينة الزمن هي المدينة الوحيدة التي جعلتني استيقظ من غفلتي .و عندما عدت إلى عالمنا أشعر انني في صدمة و برود من كل شيء حولي التفت و اقول لا شيء مهم اكثر من الوقت,استمتعوا بالدقائق و الساعات التي لا تدركون أهميتها بل أصبحتُ انظر الى الناس حولي الى (تفاهة المشاكل) لما نضيع وقتنا بشيء لا يسوى جناح بعوضة .الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك .