يبدو أن رئيس وزرائنا لا يحب الاحلام وخاصة اليقظة منها ويكره أيضا الوهم وبيعه وتسويقه، ويرفض الوعود الفضفاضة وكذلك التشاؤم حيال أوضاعنا الاقتصادية ويبقى هو وحكومته مصرين على بث التفاؤل في كل ما يقولونه عن اقتصادنا، رافضا إطلاق الاوصاف المحبطة عليه كما فعل نظراؤه في الماضي حين كانوا يصفون اقتصادنا تارة بالمعطوب وتارة في غرفة للانعاش وتارة بقاع الزجاجة، فعلى ماذا يستند الرئيس وحكومته بكل هذا التفاؤل؟.
الرئيس وحكومته لا يبثون التفاؤل اعتباطا ولا لمجرد الشعارات او لأنهم يختلفون عن غيرهم من الحكومات السابقة، فكل ما لديهم وامامهم من ارقام ومؤشرات وتوقعات اقتصادية تدفعهم الى هذا التفاؤل، فكيف لحكومة ورئيسها ان لا يثقون بمستقبل اقتصاد استطاع وخلال السنوات الماضية تطويع كافة التحديات التي واجهته فتغلب عليها لا بل انه استطاع ان يعكسها الى فرص نلمسها جميعا من خلال مؤشرات ونتائج مختلف القطاعات والتي تشهد تصاعدا ايجابيا اكثر من ذي قبل، فلا احد ينكر ان نار الجائحة كورونا ونار الحرب مرت علينا بردا وسلاما فلم نجع ولم نشهد اي تغير على حياتنا وبكافة القطاعات وبمختلف اشكال الحياة اليومية لدينا وكانت وكأنها لم تكن.في الواقع هناك فرق مابين ان تبني تفاؤلا لمجرد انك حالم وواهم وما بين ان تبني هذا التفاؤل مستندا الى وقائع وحقائق مثبتة بالورقة والقلم وهذا جعل الحكومة تذهب دائما الى ان القادم افضل، ومن هنا اتساءل كيف لا نتفاءل ونستبشر في المستقبل واقتصادنا ورغم كل الظروف التي تحيطنا يحقق نموا بنسبة 2.7% ويحافظ على قوته المالية والنقدية ويرتفع تصنيفه من مستقر الى ايجابي عالميا، وترتفع الاستثمارات فيه بنسبة 94% والتصدير 45% ويستمر ديناره بتحقيق افضل النتائج امام بقية العملات ويخفض البطالة الى 22.9% وزيادة عوائد السياحة، بالاضافة الى دخوله بشراكات مع مختلف الدول التي تعتبر أسواقا تصديرية مهمة لاقتصادنا مثل العراق والجزائر والخليج العربي بالاضافة لعشرات الاتفاقيات مع دول الاقليم لاقامة استثمارات بمليارات الدولارات وتشغل الالاف من الاردنيين بالاضافة الى البدء في تنفيذ مشاريعنا الكبرى وتنفيذ رؤيتنا الاقتصادية العابرة للحكومات، فكيف لا يتفاءلون ويعلنون الايجابية عنوانا لهم؟.هنا لا ادافع عن حكومة على الاطلاق بل ادافع هنا عن ايجابيتها والتي تحاول وتسعى الى بثها لدينا وللقطاع الخاص والمستثمرين، والتي يبدو ان عشاق السلبية يصرون على رفضها رغما عن ما نعيشه من واقع اقتصادي وخاصة اذا ما قارنا انفسنا مع دول تشبهنا في الموارد والامكانيات، فالايجابية وبثها واشاعتها رغم كل الظروف هي غذاء وروح ونفس الاقتصاد، واما السلبية فهي سم الاقتصاد وسرطانه ولهذا فالدفاع عن الايجابية يعتبر من اهم واكثر ما يحتاجه اقتصادنا اليوم اذا ما اردنا الوصول الى طموحاتنا المستقبلية فعلا ومواجهة كافة التحديات.ختاما، كل ما في الحكاية أن الرئيس وحكومته لا يبيعون وهما ولا هم اصلا حالمون، هم فقط يشاهدون ما بين ايديهم من ارقام اقتصادية وبما لديهم من توقعات مستندة إلى ما حققناه في الماضي وما نقوم به مستقبلا من خلال تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي والاداري.