أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

سبقناهم


بلال حسن التل

سبقناهم

مدار الساعة ـ
غدا هو الثامن من آذار الذي أعلنته الأمم المتحدة يوماً عالمياً للمرأة ، حيث ستقوم بعض المؤسسات بتعين نساء على قمة الهرم فيها لمدة يوم واحد ،كما سنقرا الكثير من المقالات والتصريحات حول ضرورة تمكين المرأة واعطائها حقوقها ،وهذه كلها عندي تصب في نقطة واحدة تؤكد حجم تخلفنا كعرب ثم كمسلمين ،وجهلنا بتاريخنا بل وتزويره،ذلك أننا سبقنا الأمم المتحدة وسبقنا الغرب كله باحترام المرأة حتى قبل الاسلام ، ويكفي أن نذكر أن في تاريخنا الزباء ملكة تدمر وقبلها بلقيس ملكة سبأ موطن العرب الاصلي،ونحن أبناء الأمة الذين ارتبط شرف رجالها وقبائلها بشرف المرأة ومكانتها ، وكانت نخوتهم بأسماء نسائهم اللواتي كان منهن الشاعرات والاديبات ،والاقتصاديات،ومصدر الرأي في القضايا الكبرى في السلم والحرب،وقرأءة حقيقة لتاريخنا بعيدا عن تحريفات وتفسيرات المستشرقين ومن سار على دربهم من المستغربين ستقودنا إلى هذه الحقيقة وستؤكد أن نسائنا سبقنا النظريات الغربية حول تمكين المرأة.
ولما جاء الإسلام برز دور المرأة في المعسكرين، ففي معكسر الشرك برزت ام لهب وهند بنت عتبة قبل أن تسلم ومعهما الكثيرات من النساء اللواتي استبسلن في مقاومة الدين الجديد،وفي المقابل برزت خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت الخطاب واسماء بنت ابي بكر ومعهن أخريات في طليعتهن سمية ام عمار اول شهيدة في الاسلام، وهي اسماء لنساء كن اشد الناس نصرة للدين الجديد ولقيادة التغير في المجتمع وفق ما جاء به هذا الدين،الذي أقر منذ اللحظة الأولى أن المرأة والرجل صنوان لايفضل احدهما الآخر إلا بالعمل الصالح ، بل لعل المتمعن في آيات القرآن سيلحظ أنه في كثيرا منها تميز إيجابي للمرأة ،عندما أشار إلى الكثير من النساء كنموذج للقدوة التي يحتذى بها،كالسيدة مريم التي اصطفاها الله على نساء العالمين،وكاسيا زوجة فرعون كنموذج للصبر والاحتساب،وكبنت شعيب التي وضعت قاعدة خالدة للأساس الاختيار وتقيم الرجال عندما قالت لأبيها (استئجره فإن خير من استئجرت القوي الأمين)مثلما ضرب بام موسى عليه السلام مثلا ونموذجا للأم الحريصة على طفلها الصبورة أمام الابتلاء. وامتدادا للتأسيس الفكري والعقدي لدور المرأة ومكانتها،كانت المرأة في حضارتنا صنو الرجل فقد أقر لها الإسلام باستقلال الذمة المالية،والاستقلال الاقتصادي هو أساس كل صنوف الاستقلال الاخرة، واولها الاستقلال السياسي،لذلك لاغرابة بأن تخرج ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها على رأس جيش للتعبير عن موقف سياسي اعتنقته، اضافة الى انها مرجعية فقهيا قال عنها رسول الله (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء) وعلى ذكر الجيش علينا أن نتذكر أن المرأة كانت جزاء مهما من اي جيش من جيوش الاسلام ليس في مجال التمريض والامدادات،بل بالقتال الفعلي ،وقد خلد التاريخ الكثير من أسماء النساء اللواتي ابلين في الحروب كأم سلمة،وخولة بنت الازور. هذه مجرد شذرات تؤكد أن حضارتنا سبقت الأمم المتحدة والغرب في ترسيخ مكانة المرأة كشريك كفؤ للرجل، وماعلينا إلا أن نقرأ تاريخنا جيدا لنستعيد ذاتنا ونستعيد مكانتنا في دورة التدافع الحضاري.
مدار الساعة ـ