أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رسالتي إلى عبد المهدي قبل 55 عاماً


محمد داودية

رسالتي إلى عبد المهدي قبل 55 عاماً

مدار الساعة (الدستور) ـ
مدار الساعة - يحتفظ صديق الطفولة والكهولة، عبدالمهدي علي التميمي- أبو ثائر، في صندوقه العتيق ببلدة هام، بأوراق ووثائق ورسائل وشهادات وصور وصحف وعقود وحجج، عُمْر بعضها نحو 60 عاماً.
زرته يوم الثلاثاء 6 آذار 2018، فوجدت في صندوق أوراقه، رسالةً كتبتها له فجر يوم الأربعاء، الرابع من كانون الأول عام 1968، أي قبل 55 عاماً.كتبت الرسالة من قرية مجرا التي كنت معلماً فيها. ومجرا قرية الخرشة، وإحدى قرى جنوب الكرك، تتصل بطيبة البطوش والمزار الجنوبي وطريق "اللعبان" شديد التعرج والإلتواءات، الذي ينتهي بالطفيلة.من يتأمل رسائلنا حينذاك، يتعرف على انشغالات جيلنا، جيل الستينات، واهتماماته الثقافية والسياسية، وبنيته الأخلاقية والوطنية والإنسانية.ها هنا مقتطفات من تلك الرسالة:(بسم الله الرحمن الرحيم،ما أجمل ان تتعلم شيئاً وما أعظم ما يهبك من سكينة ومتعة، أن تدرك، بأنّ الكثير في انتظارك لتتعلمه.بادئ ذي بدء.. أشكر لك روحك الطيبة.. وشعورك النبيل الذي غمرني بالمودة.ثمة سؤال حائر معلق.. ما هي الحياة:سأجيب بالصمت. وفي خلوة الصمت تلك.. أستعرض بعض ما أذكره لمعرّفي الحياة.أتناول سارتر الذي يقول "إن الحياة حركة، وإن الجمود موت".وزرادشت الذي يقول: "خير لي أن يسودني الجنون، من أن يسودني الجمود".وينبثق من داخلي صوت: "خيرٌ لي أن يسودني الجنون، من أن افكر بالجمود لحظة".تختلف اذواقُ الناس ومشاربُهم ورؤاهم للحياة. تختلف الأحاسيس والنظرات ومقاييس الجمال وزواياه. ولكل فرد عالمه الخاص.إن الحياة عندي ليست هدفاً، بل طريق.وسيبقى الله هو الرمز الذي تمازجت في أزله هذه النظرات، لأنه مستغلق على الإدراك.كم ذا أحب الله.إنه الصديق الذي أسمعه بغير أذني، وأراه بلا عينين، وأحسه بحاسة ليست عادية.وقديما قيل "إذا أعجبك الكلامُ فاصمت، وإذا أعجبك الصمتُ فتكلم").
مدار الساعة (الدستور) ـ