أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'إسرائيل' إذ تبيع 'ألمانيا' صواريخ حيتس/3.. بضوء أخضر 'أميركيّ'؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

'إسرائيل' إذ تبيع 'ألمانيا' صواريخ حيتس/3.. بضوء أخضر 'أميركيّ'؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
مباشرة بعد انتهاء الإجتماع الثنائي المُغلق والمُنفرد, (والمثير للجدل ألمانيّاً حيث لم يصحب شولتس أي مسؤول ألماني) بين الرئيس الأميركي بايدن والمستشار شولتس في واشنطن يوم الجمعة الماضي، سرّب التلفزيون الصهيوني الرسمي «كان» مساء السبت, خبراً مثيراً مفاده أن إدارة بايدن منحتْ الضوء الأخضر لتل أبيب لإتمام صفقة منظومات دفاع جوي وصواريخ من طراز «حيتس3» (السهم بالعربية), المُخصصة لاعتراض الصواريخ طويلة المدى, بل وأيضاً أضاف تلفزيون «كان» أن واشنطن سمحتْ لدول من حلف شمال الأطلسي/ناتو باستخدام قدرات الصاروخ الإسرائ?لي الدفاعي «حيتس3», الذي سيُباع لألمانيا في صفقة قُدِّرت بـ«2,2» مليار دولار أميركي.
معروف أن الولايات المتحدة أسهمت بما نسبته 80% من تكاليف/تطوير + المركبات التكنولوجية المُطوِّرة أميركيّاً في النسخة الأخيرة (رقم3) من منظومة حيتس، ما يحول دون تل أبيب وعقد صفقات بيع لها دون إذن أميركي, وهو لم يكن حصل حتى ما قبل لقاء بايدن/شولتس، رغم محاولات تل أبيب الالتفاف على الحظر الأميركي كما حدث عند زيارة شولتس لإسرائيل في آذار الماضي, كذلك بين وزيريّ الدفاع الصهيوني السابق/بيني غانتس ونظيرته الألمانية/ كريستين لامبرخت أواخر أيلول الماضي، كما بحث صفقة مُحتملة مع ألمانيا قبل ذلك رئيس الحكومة الصهيونية السابق/يائير لبيد مع المستشار الألماني شولتس في 12 أيلول الماضي, لافتاً نظره إلى أن إسرائيل مُلزَمة الحصول على موافقة أميركية قبل اتمام الصفقة مع ألمانيا، ما دفع رهط كبير من المسؤولين الصهاينة إلى ممارسة ضغوط على مسؤولين أميركيين بأساليب ومقاربات مُختلفة لانتزاع موافقة أميركية كهذه, خاصة أن السماح بصفقة «حيتس3» مع ألمانيا ستعني مزيداً من الصفقات مع دول أوروبية عديدة من بينها – على نحو مُؤكد – رومانيا, خاصة بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24شباط 2022.طريف التبرير الذي ساقته وسائل إعلامية صهيونية لتفسير عدم الموافقة الأميركية على بيع صفقة «حيتس3» لألمانيا. إذ زعمت تلك الوسائل أن ألمانيا «بحثتْ» إمكانية شراء المنظومة الدفاعية الأميركية «المُنافسة» لـ«حيتس3»، وهي التي توصف اختصاراً بـ«ثاد» (THAAD)، مُضيفة في استخفاف بعقول الآخرين, إلى أن وكالة بلومبيرغ الأميركية قالت (بعد ذلك) أن ألمانيا خَلصتْ إثر المفاضلة بين المنظومتين إلى أن (THAAD) الأميركية «أقلُّ جودة» من المنظومة الإسرائيلية.تفسير متهافت وتبريري, خاصة أن الضوء الأخضر الأميركي الحالي يأتي في ظروف دولية وخصوصاً أوروبية مختلفة ومفصلية. ليس فقط في الاحتمالات المفتوحة للأزمة الأوكرانية التي تشهد تحولات ميدانية دراماتيكية, وسط تنامي وارتفاع منسوب المعارضة الشعبية الأوروبية لتقديم مزيد من الدعم لنظام زيلينسكي، بل خصوصاً أن واشنطن قد تلجأ إلى منح الدول التي ستبتاع منظومة «حيتس3» الإسرائيلية, إلى «التدخل أو التبرع بها» لصالح أوكرانيا. كون تلك الصواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي وفي الفضاء..(وفق المزاعم الإسر?ئيلية فإن «سهم 3» يعد أحد أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدماً لدى إسرائيل، وبمقدوره اعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات تزيد عن «100» كيلومتر، ومدى يصل إلى «2400» كيلومتر، وقد أدخلته وزارة الدفاع الإسرائيلي للخدمة في عام 2007).ثمَّة ما يلفت الإنتباه في التطور الجديد الذي بلغ مداه بالضوء الأخضر الأميركي لتل أبيب لاتمام صفقة صواريخ «حيتس3» لألمانيا, هو أن الضوء الأميركي يأتي مثابة «هدية» ثمينة ومكافأة لنتنياهو شخصياً, حيث سيعلن الأخير عقد تلك الصفقة بزهو وغطرسة «كعادته» خلال زيارته المقبلة لألمانيا بعد عشرة أيام, لتكون زيارته الثانية لأوروبا (بعد زيارته الوشيكة الخميس المقبل لإيطاليا, والأولى خارج إسرائيل منذ توليه السلطة نهاية العام الماضي)..**استدراك:لدى العدو الصهيوني «ثلاث» منظومات دفاعية صاروخية هي منظومة «حيتس» (السهم) لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى, و«مقلاع داود» لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، و«القبة الحديدية» لإعتراض الصواريخ قصيرة المدى. وقد عقدت تل أبيب عدة صفقات للمنظومتين الأخيرتين, فيما تحتاج لـ«اذن» أميركي حال عقدت صفقة/صفقات لبيع منظومة «حيتس3». وهو ما حصل مؤخراً للصفقة الـ"مليارية» مع ألمانيا. علماً أن دولة العدو تحتل المرتبة السابعة عالمياً وقد وصلت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية السنوية إلى مستوى قياسي جديد في عام 2021، وفقا لأرقا? وزارة الدفاع الصادرة في نيسان 2022، حيث أشار المسؤولون إلى زيادة حادة في الطلب على الأسلحة إسرائيلية الصنع, حيث بلغ إجمالي الصادرات الدفاعية بلغ 11.3 مليار دولار العام الماضي/2021، ارتفاعاً من 8.3 مليار دولار في عام 2020. وسجلت الصادرات سابقا رقماً قياسياً بلغ 9.2 مليار دولار في عام 2017 بسبب العديد من الصفقات الكبيرة..kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ