من أكثر الاضطرابات كلفة مالية ومعنوية، وذلك لأن الأعراض تظهر وكأنها مرض عضوي مفاجئ وخطير، فالمريض يشعر بالاختناق والقشعريرة ودنو الأجل والغثيان والشعور بإمكانية فقدان الوعي أو السيطرة، وتسارع ضربات القلب والتعرق ويرافق هذا الخوف الشديد ولكن ما هي إلا دقائق حتى تختفي الأعراض وكأن شيئاً لم يكن, وكل الفحوصات والإجراءات الطبية والتنظير والقسطرة لا تكشف شيئاً عضوياً، ولا يعرف المريض هل يفرح لأن الفحوصات جيدة أم يحزن لأن المشكلة لم تحل بعد، ويتأكد حزنه بعد أيام أو أسابيع عندما تتكرر الحالة ويعود للفحوصات وتخطيط الدماغ وتصويره ويتلقى إقتراحات من الناس بأن هذا نقص في السكر أو إرتفاع في ضغط الدم، ويدور المريض في حلقات مفرغة من الخوف، الترقب والفزع والتفسيرات الطبية الكثيرة وهذا الإضطراب يؤثر على أكثر من 4% من الناس، وقد لا يشخّص إلا بعد فترة طويلة، وخاصةً عندما يترافق مع القلق العام والإكتئاب ويصبح الأمر واضحاً للجميع أن المريض يتدهور نفسياً من ثم يصل للتشخيص الصحيح..
وما يرغب أن يعرفه المصاب باضطراب الهلع كيف له أن يخاف لهذه الدرجة وبهذه الحدة وبدون سبب، والواقع إذا كان هناك سبب فإن هذا الخوف لا يسمى نوبة هلع فمثلاً اذا اقترنت نوبة الخوف بالسفر أو التجول في الأسواق ارتبط الخوف بهذه الأماكن وتطور لدى الانسان رهاب والذي من الممكن أن يمنع الانسان من مغادرة المنزل، وليس غريباً أن يصبح الانسان غير قادر على ممارسة حياته اليومية بسبب نوبات الخوف/ الهلع وما يعقبها من تطورات في إتجاه الرهاب . والكلفة المادية تأتي من المبالغ الضخمة التي تدفع لفحوصات غير لازمة والخسارة الأكبر التي تتحقق من التأخر في العلاج وفقدان القدرة على الإنتاج وممارسة الحياة اليومية والتعطل عن العمل، مع أن هذا الإضطراب هو أحد إضطرابات القلق المعروفة والتي تستجيب للعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، النفسي (Psychotherapy) والعلاج بالتخاطب (Talk Therapy).كما من الجدير بالذكر أن العلاج النفسي (Psychotherapy) أو العلاج بالتخاطب (Talk therapy) الخيار الفعال والأول في التخلص من نوبات الهلع وعلاجها، وذلك من خلال ما يأتي:1. يساعد على فهم نوبات الهلع وكيفية التعامل معها، وفهم المواقف والأفكار والمشاعر التي تسبب النوبة، فتصبح هذه المحفزات أقل حدة للتسبب بالمشكلة.2. يساعد العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على السلوكيات ومسببات نوبات الهلع في تخفيف النوبة، والسيطرة والتخلص من نوبات الهلع.3. أما العلاج النفسي فيحتاج وقتًا طويلًا لظهور النتائج، حيث يلاحظ المريض أن نوبات الهلع تخف خلال أسابيع وتنتهي خلال عدة أشهر.
بزادوغ تكتب: نوبات الهلع.. تحديات وحلول
مدار الساعة ـ