خلال الفترة الماضية فجع العالم بما حدث في تركيا وسورية؛ فالزلزال المدمر الذي يُعدّ من أقوى الزلازل في العصر الحديث أحزن العالم كله، حيث وُصف بأنه زلزال القرن.
إن حصيلة زلزال كهرمان مرعش أودى بحياة ما يزيد على الخمسين ألفاً وتهجير الملايين.كما أن تركيا والدول المجاورة معرضة دائماً للزلازل بسبب طبيعتها الجيولوجية والجغرافية، فامتداد هذا الزلزال دمر ما دمره أيضاً في الشمال السوري الذي يعاني الويلات منذ ما يتجاوز العقد من الزمن بسبب الحرب وصراعاتها.العالم الإنساني تعاضد بكل ما يملك للوقوف إلى جانب تركيا وسورية في مصابهما، ورأينا أن الخلافات والجمود والبرود السياسي من الممكن أن يزيل الجليد في العلاقات بين الدول ولو لفترة قصيرة لتقديم المساعدة والإعانة للدول المنكوبة؛ فما حدث ليس بالسهل، فقد دُمرت مناطق ومدن كاملة في تركيا وسورية.وهنا نعود لسؤالنا: هل نحن كدولة مستعدون لأي حدث طارئ في حال اختبرتنا الطبيعة بحدوث أي أمر أو قوة قاهرة كالزلازل التي نتمنى من الله العلي القدير أن لا تحدث ولا نتعرض لها؟ خصوصاً أننا لسنا بمعزل عن العالم، وأغلب الدراسات – بحسب المختصين – تفيد بإمكانية وقوع زلازل في الأردن وبدرجات مرتفعة على مقياس ريختر، ولكن السؤال المشروع هو: ماذا جهزنا وخططنا لهذه الكارثة إن حدثت، وهل نحن جاهزون لها؟أعتقد جازماً لا، وأتمنى أن أكون مخطئاً، ولكن جوابي له أسبابه، منها: أن الغالبية العظمى من الشعب تجهل آلية التعامل مع الحوادث البسيطة، فلو وقع حادث سير مثلاً لا نستطيع التعامل معه بطريقة علمية سليمة، لذلك على الجهات المعنية في مركز إدارة الأزمات والوزارات والأمن العام ضرورة العمل على التوعية والتثقيف سواءً بالإعلانات والمنشورات التوعوية أو التدريب العملي المهم خاصة في المدارس والجامعات والقطاع العام والخاص كذلك، ليكون لدى المواطن الحد الأدنى من التعامل مع أي طارئ للتعامل معها سواءً بطريقة الخروج من الأماكن المغلقة واستخدام المخارج وتقديم الإسعافات الأولية وغيرها، إذ يُعدّ هذا من الأمور التي تخفف من الأضرار، بالإضافة لتعليم أساسيات الإسعافات الأولية الضرورية لتجنب إصابات من الممكن السيطرة عليها حال اتباع التعليمات السليمة.وأختم قولي بالتضرع إلى الله أن يحفظ الوطن ويجنبنا الكوارث والأهوال.
ابو دلو يكتب: هل نحن مستعدون
مدار الساعة ـ