سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لقد خلق الله عباده بصفات ومواصفات جسمية وخلقية تختلف من إنسان لآخر ذكرا كان أم أنثى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الانعام: 165)). وكما ذكر الله في هذه الآية إبتلاء لكل إنسان في نفسه أولا ولغيره ممن حوله ممن لا مفر ولا مهرب من التعامل معهم مثل الأقارب من الدرجة الأولى والثانية وغيرهم. والله أعطانا عقولا نفكر فيها ونقيم الأمور بحكمه ونتصرف مع غيرنا بما يرضي الله ورسوله محمد ﷺ علينا. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله ﷺ عن أيُّ الناس أفضل؟ فقال: كلُّ مخمومِ القلب، صدوقِِ اللسان، قالوا: صدوقُ اللسانِ نعرفه، فما مخمومُ القلب؟ فقال: هو التَّقيّ النَّقيّ، لا إثمَ فيه ولا بَغْي، ولا غِلّ ولا حَسَد. ونقول في العامية خم (نظف) البيت اي أكنسه من الخمة اي الأوساخ. فهناك صفات موجودة عند بعض الأشخاص ذكورا كانوا ام إناثا مذمومة وغير محمودة عند كل من يخاف الله ويؤمن بالله واليوم الآخر. وهذه الصفات تشمل الجهل فهناك من يتصفون بهذه الصفة فيجهلون كثيرا من أمور الحياة وفي كيفية التعامل مع الآخرين.
وهؤلاء في حديثهم مع الآخرين يدبون الكلام دبا ويؤذون الناس بدون أن يشعروا بذلك، فإنهم بكل بساطة ممكن ان يقتلوا كل من يصاحبهم بجهلهم، وكما قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل. وهناك من يتصفون باللؤم، فهؤلاء بكل سهولة يخذلون اصحابهم ويتخلون عنهم في اي موقف في غير صالحهم وينكرون المعروف ويغشونك ويحسدونك على رزقك وصحتك وعافيتك وعلى محبة الناس لك ويحلفون انهم يحبونك وهم كاذبون. ويتجاهلونك أمام الناس ويصاحبون كل من أنت على خلاف معهم ... إلخ، وكما قيل: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا. وهناك من يتصفون بالغباء، فهؤلاء يفضحون كل من يصاحبهم، وكما قيل: جمال المرأة يغفر كل عيوبها إلّا الغباء. وهناك من يتصفون بالجبن، وهؤلاء عند المواقف الصعبة يتركون أصحابهم ويخذلونهم، وكما يقال: الجبان دومًا متردد، يقف مكانه لينتظر مساعدة الآخرين، على الرغم من أنه الوحيد القادر على مساعدة نفسه، لكن خوفه من الفشل والجبن الذي تنامى بداخله كان العائق أمام المحاولة. وهناك من يتصفون بالبخل، وهؤلاء يبيعون اصدقاءهم ويفقرونهم، وكما يقال: البخل من سوء الظن، وخمول الهمة، وضعف الرؤية، وسوء الاختيار، ونكران الخيرات. فعلينا جميعا أن لا تصاحب كل من يتصفون بما ذكرنا من الصفات لو كانوا اقرب الناس إلينا.
لا تصاحب كل من يتصف بهذه الصفات
مدار الساعة ـ