مدار الساعة - ان الجامعة الأردنية حضيت منذ إنشاءها برؤساء مشهود لهم بالكفاءة والعطاء ، خدموا جامعتهم بكل قوة في سبيل استمرارية هذه المؤسسة الاكاديمية الاولى لتبقى منارة للمعرفة والعلم .
إلا أن الامر اختلف تماما في عهد الرئيس الحالي (الدكتور نذير عبيدات ) فالرجل جاء بمشروع جديد واضح الدلالة والمعالم ، جعل من الجامعة خلية نحل ، فقد شرع أبواب الجامعة أمام الجميع ، فهو مؤمن أن الاردنية هي عقل الدولة الأكاديمية والبحثية وتقديم القيادات ، فنلاحظ توقيع العشرات من مذكرات او اتفاقيات التفاهم مع العديد من الجهات داخليا ، كما شاهدنا مؤخرا تعاونا مع جهات إقليمية وعالمية .
إن المشروع الجديد بدأ بالمسارات الاكاديمية ، ومن يقرأ في تشكيلة مجلس العمداء الحالية نوابا وعمداء ، يلاحظ أن الرجل مؤمن بالشباب في قيادة الجامعة أو الكليات أو العمادات ، وهو ما يبرهن على أن الرجل يتبنى نهجا جديدا يواكب نظرة الدولة الأردنية في ايجاد قيادات شابة تكمل مسيرة البناء والتطوير والتحديث .
أما ما يتعلق بالتخصصات المستحدثة والخطط الدراسية ، فقد شهدت العديد من القفزات من خلال استحداث برامج أكاديمية تراعي الحاجة والضرورة لها في غالب الاحيان ، وهو ما تطلب تحديثا للخطط الدراسية لتحاكي التطوير والتحديث الذي شهدته العديد من البرامج الأكاديمية .
أما المسار الإداري ؛ فيعتبر من الملفات التي تؤرق أو تشكل تحديا أمام اي رئيس للجامعة ، لما تتضمنه من مطالب مشروعة في غالبها، لكونها ترتكز على تحديات مالية أو إدارية أمام الجامعة ، ولكن في عهد نذير الخير ، كان الأمر سهلا ولم يمنعه من اتخاذ الإجراءات والقرارات التي تصب في صالح الموظفين ، بعدما سارت الأمور بمسارات عديدة الى أن رأت النور ، فقد كان لتوجيهاته في وضع الخطوط العريضة والحلول الناجعة سبيلا لإنهاء هذه الملفات بكل إصرار وسلاسة .
أما القيادات في المواقع الإدارية ، فقد اعاد ترتيب البيت فيها ، ولابد من استكمال مشروع ازالة كافة اشكال التعدي على المواقع الأكاديمية من قبل الإداريين والعكس صحيح ، فأدرنة المواقع الأكاديمية لم يعد مقبولا ، كذلك دكترة المواقع الإدارية ، ولربما هنالك إرادة كبيرة في هذا الاتجاه .
أما على صعيد تحديث البنية التحتية للجامعة ، فقد كان هنالك العديد من المشاريع المتعثرة ، والتي تطلبت تدخلا مباشرا من قبله وبمساندة من نوابه ومستشاريه ، فدب الحياة فيها من جديد والمشاهد واضحة لا مجال لذكرها ، ولا ننكر أن بعضا من بنى الجامعة أصابه الوهن ، وطالب بضرورة أن تطولها يد العاملين لصيانتها وتطويرها وتحديثها ، وبالمناسبة لم يكن التحديث والتطوير تجميليا ، بل كان لمراعاة ضرورات التحديثات العالمية في بعض البرامج الجامعية .
وأخيرا ، الأردنية بخير في عهد رئيسها نذير الخير ، ولابد من توحيد كل الجهود لإنجاح باقي مشروعه فيما يتعلق بالجوانب المالية وخاصة ما تعانيه موازنة الجامعة من عجز ، فالكل معني ومطالب في ذلك .