ليس لان رئيس الوزراء استعان بكلمات لشاعر تركي معروف وليس لمجرد التطمين وبث التفاؤل ما بين الجميع، غير ان هذه الحقيقة والتي كل ما نشهده حولنا تؤكدها و تؤشر عليها، باستثناء بعض من الاصوات والتي لا هم لها سوى بث التشاؤم والاحباط فينا تجاه المستقبل، بالتهكم المستمر الذي لا يخلو من السخرية مستغلين بعض الاخطاء من الماضي ومتجاهلين كثيرا من الانجازات التي حققت وتتحقق، فهل بالغ «الخصاونة» بوصفه القادم بالافضل؟.
لعل تجاربنا السابقة وابرزها الجائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية، اثبتت للجميع في العالم بأننا الافضل وفي كل شيء سياسيا واقتصاديا وتماسكا امام كافة الامواج التي كادت ان تعصف خلال السنوات الماضية والتي شهدت على انهيار اقتصاديات عالمية جراء المتغيرات الجوسياسية التي تدور من حولنا، فكنا الاكثر صلابة وقوة ومتانة بمواجهتها وصولا الى تسجيل معدلات نمو في كافة القطاعات الاقتصادية ما دفع الى استقرارنا معيشيا وماليا ونقديا والحفاظ على قوتنا الشرائية وانسيابية بضائعنا الاساسية وغير الاساسية، والاهم من هذا كله قدرتنا على جذب الاستثمارات الاجنبية التي هي افضل شاهد على اننا نسير بالاتجاه الصحيح ونحو الافضل فعلا."الحكومة» وبما لديها من وقائع ومؤشرات وتطلعات وفرص تعمل على تحقيقها وفق رؤية تحديث اقتصادية محكمة جعلتها تستشرف بأن القادم افضل وذلك من خلال جملة من الفرص التي تعمل على تحقيقها وبمختلف المجالات، والتي منها الشراكات العربية التكاملية مع دول عربية ستجتمع اليوم في عمان لتوقيع على مذكرات واتفاقيات لاقامة مشاريع مشتركة تقدر بمليارات الدولارات والقادرة على توفير الالاف من فرص العمل وتحقيق الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي وتشجيع الاستثمارات المشتركة، بالاضافة الى جملة من الاتفاقيات التي يوقعها مع اسواق مهمة ومنها السوق العراقي والجزائري ودول الخليج ودول افريقيا بالاضافة الى الشركاء في اوروبا والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم لرفع الصادرات ونموها، وما لديها من خطط استكشاف للثروات الطبيعية وبشائرها وبما تحققه من نتائج ايجابية وفي اصعب الاوقات وبمختلف المستويات.كل ما لدينا من حقائق وارقام اقتصادية تجبرنا على ان نتفاءل بالمستقبل والقادم لنا جميعا، وخاصة عندما يحقق اقتصاد بحجم اقتصادنا وبامكانياته نمواً بنسبة 2.7 بالمئة لعام 2022 مقابل 2.4 بالمئة لعام 2021 وأن تنمو صادراته بنحو 41 بالمئة وأن يسجل نمو بالقطاع السياحي تجاوز 150% وأن يجذب استثمارات أجنبية بواقع 629 مليون دينار وبارتفاع 94% مقارنة مع الفترة المماثلة من عام 2021 وأن يحافظ على استقراره المالي والنقدي ووصول الإحتياطي الأجنبي إلى 17300 مليون دولار في نهاية عام 2022 وتغطي 7.5 شهر من مستوردات المملكة من السلع والخدمات، ونصف عالميا بنظرة ايجابية مستقرة وأن حافظ دينارنا على قوته امام العملات، بالاضافة الى مالدينا.اذا كان الرئيس قد استعان بما قاله الشاعر التركي ناظم حكمت بان افضل الايام لم تأت بعد، فساستعين ايضا بمقولة للكاتب المسرحي التونسي «سعد الله ونوس» والتي تقول «اننا محكومون بالأمل.. وما يحدث اليوم لا يمكن ان يكون نهاية التاريخ !» ولهذا يجب علينا جميعا ان نتفاءل في القادم وان نعمل لاجل ان يكون فعلا افضل فكل ما لدينا اليوم يؤهلنا لذلك و على كافة المستويات، فلنحتكم الى الامل بأن يكون القادم افضل لنا ولابنائنا جميعا.
'القادم أفضل'.. شعار أم حقيقة؟
مدار الساعة (الرأي) ـ