مدار الساعة - كتب: محمد الصبيحي
فريق وزاري محبط وانتخابات بلدية باهتة واخرى لمجالس المحافظات لن تكون أكثر من مجالس عشائر للمحافظات ..
شعبياً لم تستحوذ الانتخابات حتى الان على اهتمام يتجاوز دائرة أقارب المرشحين , اما على صعيد مجتمع ( فوق ) فحديث رحيل حكومة الملقي هو ما يستحوذ اهتمام المجتمع السياسي المخملي , حيث بدأت التكتيكات تتسرب الى العلن عبر وسائل التواصل على الانترنت مع توقع المزيد من التحركات عبر الاعلام خلال الاسبوع الماضي .
هناك ثلاثة رؤساء سابقون يقف كل واحد منهم أمام المرآة صباحا يتفقد هندامه ويسألها ترى هل انا رئيس الوزراء القادم ؟؟ ورابع لم يشكل حكومة من قبل ويسأل الله صباح مساء أن تكون هذه فرصته الذهبية ,, حلمه أن يحمل لقب دولة الرئيس.. سيتحقق حلم (معاليه) ويصبح (دولته) غير أن حلم صديقي (نمر) الضابط السابق في الجيش العربي لم يتحقق وقد توفي منذ سنوات ولم يحقق حلم حياته ! أتدرون بم كان يحلم ؟؟ نمر قاتل في الكرامة وتجول في المراقبات الامامية على أطراف نهر الاردن وكان حلمه أن يسقط شهيدا على الجانب الغربي من النهر.. كان مهووساً بعيور يشبه عبور الجيش المصري لقناة السويس عام 1973 .. واحزناه فقد سقط نمر متوفيا في مستشفى حكومي بائس بعد أن شهد عبور الوفود والسفراء عبر النهر ..
نعود الى حديث رحيل حكومة الملقي ونستعرض تاريخ الحكومات الاردنية لنسأل السؤال المتكرر منذ عام 1957 : مالجديد ؟؟ ان هذا يذكرني بنصائح صديق مهندس ديكور مولع بعلم النفس بجانب الهندسة اذ يقول أن هناك علاقة وثيقة بين هندسة الديكور وبين علم النفس , وذات مرة زارني في البيت فأقترح علي تغيير لون ستائر النوافذ من اللون البطيخي ( الفلاحي ) كما وصفه الى اللون الذهبي (الراقي) حسب تعبيره، وقد فعلت بنصيحته ولكن من يومها ما شفت الخير.. المهم أنه يؤكد لي أن تغيير مقاعد طاولة السفرة مثلا يفتح الشهية وتغيير الستائر يلفت نظر واهتمام الجيران.
انني أردد دائما بأن العام 1957 كان العام الاكثر شؤما على الاردنيين ففي الرابع من نيسان 1957 تشكلت حكومة المرحوم ابراهيم هاشم رئيسا والمرحوم سمير الرفاعي نائبا للرئيس وزيرا للخارجية والمرحوم فلاح المدادحة وزيرا للداخلية، وكان اول قراراتها حل جميع الاحزاب السياسية – باستثناء الاخوان المسلمين – واعلان الاحكام العرفية , ومنذ ذلك اليوم ودعت الديمقراطية الاردنية الاحزاب السياسية وتسلم حزب العائلات السلطة, ومن المدهش أن نيسان 1957 الذي شهد وأد الاحزاب السياسية قابله نيسان 1989 الذي شهد انتفاضة عارمة كانت سبب عودة الاحزاب السياسية والديمقراطية ولكن ايضا في ظل حكومات حزب العائلات التي استطاعت التكيف والتلون مع الحياة الجديدة واستطاع كثيرون من افراد هذا الحزب تغيير لون جلودهم وستائر نوافذهم , كما تسلق قلائل من الوصوليين من خارج الحزب سلم مطالب الشعب حينها سعيا وراء الانضمام الى عائلات الدوار الرابع ,, وهكذا استمر حزب العائلات في الحكم وجاءت الاحزاب السياسية الجديدة في العام 1992 اشبه ما تكون ( بشرشف ) لطاولة السفرة التي يلتف حولها آكلوا الكعكة الشهية ..
حزب العائلات هذا يذكرني بناد رياضي وجمعية اردنية محدودة العدد وحين يتوفى احد الاعضاء يتقرر ادخال وقبول عضو جديد ويجوز قبول عضو فخري لأسباب غير عادية
لا جديد ان ذهب الملقي وعاد الرفاعي أو تغيرت طاولة السفرة بالكامل فنحن لن نستورد طاولة سفرة من ماليزيا.. لا جديد ان لم ننزع الستائر ونسمح للشمس بالدخول
ايها السادة ليس المهم نوع ولون طاولة السفرة وانما المهم قائمة المدعوين وما سيوضع فوق المائدة وبرنامج السهرة