أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نيفين ابو زيد تكتب .. الصحة النفسية وأثرها على حياة الأفراد والمجتمع

مدار الساعة,مناسبات أردنية,منظمة الصحة العالمية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت نيفين أبو زيد / دكتوراة في علم النفس التربوي البوابة الثقافية
؛ الصحة النفسية وأثرها على حياة الأفراد والمجتمعفي محافل دولية مُختلفة ، وعبر الكثير من الوسائل ، تعترف منظمة الصحة العالمية ، بأنَّ الإستثمارات الموجهة لدعم الصحة النفسية ، لا تتناسب مع مساحة وأهمية الصحة النفسية في حياة الأفراد .ويُعتبر هذا الإعتراف بوصلة يجب أن توجه الأفراد والموسسات والحكومات ، إلى العمل على إتخاذ خطوات ملموسة لدعم الصحة النفسية ، وإيجاد برامج مُتخصصة لدعم الفئات التي قد تُعتبر في خطر ، جراء عوامل بيئية وإجتماعية من المُسنين وذوي الإعاقات المختلفة ، وغيرهم من الفئات المحرومة إجتماعياً .ولا ننسى بكل تأكيد ، المنكوبين ومصابي الحوادث ، وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية والمُحيطين بهم ، ممن عايشوا الحوادث الصادمة ، والتي يُصادفها كل فرد مره واحدة في حياتهِ على الأقل ، حيث يصل نقطة اللاعودة ، ويحتاج فيها إلى مُساعدة نفسية ذاتية وإجتماعية مُتخصصة . كما أنَّ الأعباء اليومية ، الروتين ، المُهمات ، الضغوطات ، جميعها عوامل تعرية للجوانب السلبية في حياة الفرد وذاته ، تُعري هشاشته وتقتحم توازنه ، وتكشف عن نقاط ضعفه وقوته ، وتخلق في حياته الإنعطافات ، لذا فمرور الفرد في يومياته يُسبب له آثار سلبية نسبية .وللعوامل الوراثية والبيولوجية ، دورٌ مهم وأساسي في الإضطرابات وتدني مستوى الصحة النفسية ، وبسبب التغيرات الدورية في حياة المرأة منذ البلوغ ، وأيضاً لما للحمل والولادة والرضاعه وأعباء الأمومه من آثار مباشرة على صحة المرأة النفسية ، لذلك فإنَّ العناية بالصحة النفسية ؛ للمرأة في المُجتمعات التي تُعاني فيها من مشكلات نفسية وإجتماعية ، وأيضاً للأفراد في البلدان المنكوبة ، وللناجين من الحروب والويلات ، ولسُكان الدول النامية والفقيرة ، بالإضافة للأيتام والفقراء ، هي ما يجب أن يُدرج على رأس قائمة أولويات الدول .كما أنَّ دعم الصحة النفسية يزيد من الإنتاجية ، ويُحسن من أداء الأفراد في كل المجالات وعبر كل المستويات العمرية ، كما يزيد من الإبداع ، الذي يبرُز في المُجتمعات الصحية التي تضع الإنسان وصحته النفسية على رأس أولوياتها ، لذا فالإهتمام بالموظفين واتخاذ إجراءات ملائمة لتحسين أدائهم ، سوف يزيد من صحتهم النفسية ، مما يعود ذلك على الموظف بآثار إيجابية ، صحية ونفسية ، وبالتالي سوف تزيد الإنتاجية ، وبالمقابل سوف تقل الإجازات ، والإجراءات التأديبية .أما بالنسبة لأهمية الصحة النفسية في حياة الرجل والمرأة ، فالإهتمام بالصحة النفسية للمرأة في فترة البلوغ والزواج ، وأيضا أثناء الحمل وبعد الولادة ، وفي تقدم العمر ، سوف يزيد من كفاءتها ومستوى أداءها في نشاطاتها اليومية ، ومع أفراد الأسرة ، وفي دورها كأم ناجحة مُتزنة ومستقرة ، تتعامل مع الآخرين بإيجابية ، وترعى أبناءها بحُب وإهتمام ، قد تحرمها الإصابات النفسية من الإستمتاع بها ، وتحرم أطفالها أيضاً من الإهتمام والرعاية .أما بالنسبة للرجل ، ففي تقدم عمر الرجل ، وأثناء فترات حياته المُتعاقبة ، وإنتكاساته المختلفة إجتماعياً أو مهنياً ، فإنه يحتاج إلى رعاية وإهتمام من المُحيطين به ، فلذلك كله ، فحقيقة الصحة النفسية وأهميتها في حياة الأفراد ، هي حقيقة لا بد أن نعيها ، وأن يعيها المُجتمع ، وأن تُبادر المؤسسات المختلفة بتطوير برامج لرفع مستوى الوعي والتثقيف والتأهيل ، لتزيد من كفاءات الأفراد ، بالتكيُّف وإدارة العلاقات الإنسانية ، والقيام بالأدوار الإجتماعية بكل كفاءة ونجاح .
مدار الساعة ـ