أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مسؤول أردني كبير أصيب بحالة اكتئاب


بلال حسن التل

مسؤول أردني كبير أصيب بحالة اكتئاب

مدار الساعة ـ
تناقلت مواقع التواصل في الكثير من أنحاء العالم، صورة لرجل ينام على الرصيف تحت تمثال، ومن قام بنشر الصورة هو من اقيم له التمثال، وقد نشرها بعد أن صار ينام على الرصيف،لعل غيره يتعظ من تجربته.
صاحب الصورة هو حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والذي سبق وأن كان نجما سينمائيا مشهورا يتزاحم الناس للسلام عليه، وأخذ صور تذكارية معه،ذلك هو السيىد ( أرنولد شوارزينجر ) وقد قام بنشر صورته نائما على قارعة الطريق، في ظل تمثاله المصنوع من البرونز، وقد كتب تعليقا على صورته قال فيه "كيف تغيرت الأوقات!". الذي دفع النجم السينمائي المشهور، والحاكم السابق لإحدى اهم الولايات الأمريكية، هي صدمته من تغير معاملة الناس معه بعد ان ترك منصبه، من ذلك على سبيل المثال انه عندما كان حاكما لولاية كاليفورنيا، إفتتح الفندق الذي اقيم تمثاله ‏أمامه،يومها قالت له إدارة الفندق : أن بإمكانه أن يأتي إلى الفندق في أي وقت يشاء وسيجد غرفة محجوزة باسمه مدى الحياة، لكن الذي حدث أنه بعد أن غادر منصبه ذهب للفندق، فرفضت إدارة الفندق إعطاءه الغرفة، وتذرعت بأن الفندق محجوز بالكامل، وهو الأمر الذي دفعه للنوم على الرصيف، تحت تمثاله ليصوره الناس، فتكون صوره نائما على الرصيف ككل المشردين رسالة لكل مسؤول خلاصتها: أن الأمر لن يدوم لك، مصداقا للقول العربي المأثور (لو دامت لغيرك ماوصلت اليك)، مما يستدعي من كل من هو على كرسي المسؤولية، أن يبقي أبوابه، وكل جسور التواصل بينه وبين الناس مفتوحة وموصولة، حتى يجد من يتذكره بعد أن يخرج من المسؤولية، وقبل ذلك أن يحترمه، وليتذكر أن الكثيرين يجاملونه وينافقونه مادام في موقعه وان أكثرهم سينفضون من حوله، ويديرون له ظهر المجن فور مغادرته للمنصب. ما وقع للأمريكي ارنولد، يتكرر كثيرا في بلدنا،من ذلك أن مسؤولا كبيراً أصيب بحالة اكتئاب، لأن هاتفه توقف عن الرنين نهائيا لفترة طويلة, بعد أن خرج من موقعه المهم، لذلك ظلت الدعوة دائما لكل من يتولى المسؤولية العامة, أن يحرص أن يكبر به المنصب وان لا يكبر هو بالمنصب، وان يظل صادقا مع الناس فلا يكذب عليهم بوعد، ولا يخلفهم بميعاد، وأن تظل أبوابه مفتوحة للناس، فقد خسر الكثير من المسؤولين أنفسهم, واحترام الناس لهم, عندما أسلموا آذانهم للسكرتير ولمدير المكتب، اللذين غالبا ما يصبحان هما أصحاب القرار الفعلي لكن بتوقيع المسؤول، فلهما الغنم وعليه الغرام، ومثلهما الوشاة الذين يهللون للقادم ويشتمون المدبر،فهل نتعلم؟
مدار الساعة ـ