طغيان العقلية الذكورية او سيادتها المجتمعية يقابلها اذعان غريب من المرأة الاردنية باستثناء قليل من الناشطات اللواتي يحتملن ما لا تحتمله الجبال وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع رجال دين على وجه الخصوص، فرغم ان عبارة « ناقصات عقل ودين « لا تحظى بسند ديني، الا انها هي السائدة وهي التي تكرسها المرأة بالعموم، نتيجة ظلم المجتمع طبعا ونتيجة اذعانها لهذا الظلم رغم التفوق في المجالات المتعددة ورغم النجاحات الباهرة التي تحققها المرأة الاردنية وجيل الصبايا الجدد اللواتي احتكرن لسنوات طويلة المراتب المتقدمة في الجانب الاكاديمي دون امكانية تحقيق نصف هذا النجاح على المستوى الاجتماعي والسياسي .
اول اخطاء المرأة الاستراتيجية اذعانها برغبة الى مؤامرة ذكورية اسمها لجان المراة في التنظيمات السياسية والنقابات المهنية وباقي التكوينات وقبول فكرة الاتحادات النسائية، وهي فكرة ذكورية خبيثة عزلت المرأة عن التفاعل المجتمعي العام ومع قضاياها وابقتها في دائرة الجندرية وكان هذا المطلوب ذكوريا، وكنتيجة لهذا الواقع نجح العقل الذكوري في تأبيد سطوته وتفوقه في الحديث عن قضايا المجتمع بما في ذلك قضايا المرأة بطريقته وحسب مصالحه، قبل ان يمنح المرأة بعض حقوق بما يؤكد سطوته ويؤبدها عبر توصيف غاية في القُبح اسمه الكوتا، فنجح في اصطيادها بهذا الفخ كما ينجح العقل الذكوري دوما في ابعاد المرأة دوما عن العمل العام بالانوثة التي يجب الحفاظ عليها او بالامومة الوارفة الظلال بوصفها قرارا انثويا صرفا وليس حاصل عملية ثنائية .