من رحم المأساة يولد الأمل، وحين تعالت النداءات للشعبين السوري والتركي؛ هب النشامى ملبين النداء. فحين نادى قائد الطائرة الأردني (النشمي) برج المراقبة السوري طالباً الإذن بهبوط طائرة فريق الإنقاذ الأمني، جاء الرد فوراً (أهلا بالنشامى، لكم الإذن، وكل الإذن بالهبوط). وحين أمر سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بتجهيز المستشفى العسكري الميداني ليتوجه فوراً إلى الأراضي التركية، وتحديداً لمدينة (كهرمان مرعش، أكثر المناطق تضرراً)، هب العسكر، وانطلقت الطائرة باتجاه تركيا، لينادي قائد الطائرة الأردني النشمي طالباً الإذن بالهبوط قائلاً: معكم المستشفى الميداني العسكري الأردني، ليأتي الرد من برج المراقبة (أهلا بالنشامي). وغداً سيلمس الشعب التركي (المصاب) حرفية الكوادر العسكرية الطبية الأردنية، وغداً سيرى الشعب التركي مقدار الإنضباط، والرحمة والإنسانية المغروسة في هذا الفريق العسكري. وليس عنا ببعيد أثر المستشفى الميداني العسكري في قطاع غزة، حين كان أهل القطاع يتسابقون للاستفادة منه لمهنيته العالية؛ وكان الغزُيون يجزمون بأن خبرات النشامى هي الأفضل، وأكاد أجزم أن الشعب التركي سيتباهى غداً بخبرات وقدرات النشامى، فطواقمنا العسكرية الطبية (بتبيض الوجه) أينما كانت.
ومنذ أن أمر سيد البلاد، لبى الشعب الأردني النداء، منهم من تبرع بالمال، ومنهم من تبرع بالملابس، والخيم، والمواد الغذائية. وبدأت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بتسيير القوافل البرية والجوية إلى سوريا وتركيا محملة بالمساعدات، ومحملة بالدعاء من شعب النشامي، شعب الفزعة للشعبين الشقيقين السوري والتركي.كان الأردن وسيبقى، وكان الشعب الأردني (شعب النشامى) وسيبقى ملبياً لنداء الإنسانية، ورغم صعوبة ظروفه، وقلة موارده، إلا أنه يلبي النداء، يفتح أبوابه لكل مكلوم، ويمد يديه بالخير لكل مصاب. رحم الله من وافتهم المنية إثر الزلزال في سوريا وتركيا، وعوضهم الله كل الخير .