أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل بدأ العدّ العكسِي لمُواجَهة 'عسكرِية'.. أميركِية/أطلسية ــ روسية؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

هل بدأ العدّ العكسِي لمُواجَهة 'عسكرِية'.. أميركِية/أطلسية ــ روسية؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
ثمة مؤشرات ووقائع وخطوات ميدانية آخذة في التسارع قد تُفضي أو تُعجّل باندلاع مواجهة عسكرية «مُتدحرِجة»... أميركية/أطلسية ــ روسِية, يصعب تجاهل مؤشرات ووقائع كهذه أو الإستهانة بما تنطوي عليه أو تستبطنه, خاصة لجهة الإنخراط الأميركي البريطاني الفرنسي البولندي المباشر في الحرب. وآخر تجلياتها ما كشفته مصادر أميركية (مجهولة حتى الآن جاءت عبر مقالة نشرت في صحيفة واشنطن بوست), تتحدث عن رغبة واشنطن بـ"استئناف أنشطة قوات العمليات الخاصة الأميركية في أوكرانيا, ستكون وظيفتها الأساسية تعقّب تحرّكات القوات الروسية. ما يرفع منسوب التوتر الذي يمكننا «قياسه» لاحقاً في خطاب الرئيس الروسي/بوتين يوم 21 الجاري. والذي قد يعقبه (أو يسبقه) خطاب آخر للرئيس الأميركي/بايدن في زيارته المفاجئة «22 الجاري» وغير المجدولة على جدول أعماله لبولندا. بكل ما يمكن ان ترمز اليه رحلة بايدن الى وارسو، حيث الأخيرة هي الأكثر حماسة لـ«الثأر» من روسيا والمسّ بها لأسباب «تاريخية» واخرى شخصية/ حزبية, رغم ان الجيش الأحمر السوفياتي هو الذي حرّرها من الإحتلال النازي (دع عنك حكاية اقتسام بولندا), وهي/بولندا الأكثر اندفاعاً لتسليح أوكرانيا وتتقدّم الصفوف لرفع مستوى التسليح وصولاً الى الطائرات الحربية. ناهيك بالطبع عن دول البلطيق الثلاث التي تشكّل (مع بولندا وبريطانيا) رأس الحربة في «الإنتقام» من روسيا.
مؤشرات ما ذهبا اليه اعلاه تتمثّل ليس فقط في استئناف نشاط قوات العمليات الخاصّة الأميركية، بل خصوصاً في ما كشفه صحفي الإستقصاء الأميركي سيمور هيرش في صحيفة نيويورك تايمز, بشأن مسؤولية الولايات المتحدة عن تفجير خَطّيّ نوردستريم 1+2، وما تبعه من نفيِّ أميركي مرتبك, اعتمد في الأساس على استخدام مفردات وعبارات ومصطلحات عمومية, من قبيل «الهراء والكِذبة المُفبركة والخُرافة الكاملة», على ما قال مُتحدث مجلس الأمن القومي الأميركي/ادريان واتسون، دون ان يبدي أي استعداد لقبول الدعوات الى تحقيق دولي ومفتوح تنهض به الأمم المتحدة. ما دفع موسكو الى الطلب من واشنطن التعليق حول تورّط البيت الأبيض في تخريب خطوط أنابيب السيل الشمالي, إضافة الى تذكير ناطقة الخارجية الروسية زاخاروفا بـ"إحجام الدنمارك وألمانيا والسويد عن إجراء تحقيق مفتوح ومُعارضة مشاركة موسكو فيه, على الرغم أن روسيا الإتحادية تكبدت تكاليف باهظة» كما قالت زاخاروفا.نحن إذاً أمام ستة «أسابيع» حاسمة وليس ستة «أشهر» كما قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز في الحرب الأوكرانية. خاصّة إذا ما مضت روسيا إلى شن هجومها الشامل المنتظر (وِفق توقعات أوكرانية, مع استبعاد ذلك من دوائر استخبارية أوروبية وبخاصّة بريطانية), وهو أمر عالجَه وأضاء عليه المحلل السياسي الروسي المعروف/الكسندر نازاروف, الذي «شكّكّ» في ان هجوماً كهذا سيحدث، أو أنه – أضافَ نازاروف – على أقل تقدير سيكون كبيراً، لافتاً إلى مسألة مُهمة على النحو التالي: »... بعد الإستيلاء على آرتيموموفسك (باخموت اسمها الأوكراني) وربما سيفيرسك، من المحتمل تحرير مناطق كبيرة نسبياً وقليلة السكان، فإن الإستيلاء – أضافَ – السريع على المدن الكبيرة والمُحصنة دون تدميرها وتكبّد خسائر فادحة على الجانب الروسي لا يكاد مُمكناً، في الوقت نفسه – واصلَ – فإن التضحيات الكبيرة غير مقبولة للكرملين, سواء من الناحية السياسية أو العسكرية.ثم يذهب في مقالته الطويلة باتجاه آخر، مُعرباً عن «اعتقادِه» بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه حتى «نهاية» الربيع تقريبا. حتى تقوم أوكرانيا - والقولُ له - بمحاولة هجومها المُضاد. وبالقرب من الخريف أو الشتاء القادم سيُواجه الجانب الخاسر (الغرب على الأرجح) ــ الأقواس ضمن مقالة مازاروف، الخيار بين الهزيمة أو الإنتقال إلى مستوى جديد من التصعيد, - بحلول ذلك - يِختِم بالقول - سيكون الطيارون الأوكرانيون جاهزين للإقلاع بالمقاتلات الغربية.ما يمكن استخلاصه من المحلل السياسي نازاروف (المُقرّب من الكرملين, على ما يقول صديقنا د. زياد الزبيدي المتابع بشغف والمُتعمّق بمثابرة في الشؤون الروسية) هو أن هجوماً روسياً يبدو مُستبعداً أقله في المديين القريب والمتوسط. اللهم إلاّ إذا كان ما كتبه يندرج في باب التمويه, أو حال قيام الأوكرانيين بهجوم مضاد وشامل بدفع وتحريض من الأميركيين وصقور حزب الحرب في حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي, الذين يتوعّدون روسيا بـ«هزيمة استراتيجية» قد لا تنتهي باستعادة شبه جزيرة القرم فقط, على ما يقول قادة أوكرانيا الذين ينتظرون الدبابات الألمانية والبريطانية والأميركية ويُمنّون أنفسهم بطائرات مقاتلة غربية..أوروبية ــ أميركية وليس تلك سوفياتية الصنع التي تروم بولندا التخلص منها.kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ