كلما حلقت قافلة النشامى الهاشمية لتهب إلى نجدة منكوب أو ملهوف، تذكرت مقولة لعميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه " الأردن أكبر من الحدود، احنا دولة صغيرة بس قد حالنا"، واستذكر مرات عديدةً ودعت فيها عمي عندما كنت صغيرا، إذ كان يسافر دوما على متن هذه القافلة إلى بلدان عديدة منها (هايتي، وكوسوفو، وأفغانستان، وساحل العاج) لينال شرفا بأن يكون أحد أفراد قافلة الهواشم الخيرية "حمامة السلام"، فأودعه ماسحا دموعي رافعا رأسي فخرا به.
ولو وجهت لي الدعوة لما توانيت لبرهة أو أقل لأكون أحد أفراد تلك الطائرة حاملا رسالة وطني ومؤديا لواجبي الإنساني والديني الذي يحثني عليه ديني الإسلامي الحنيف الذي تعد مساعدة الآخرين أصلا من أصوله، وهكذا فإن الهاشميين وهم أحفاد النبي -صلى الله عليه وسلم- حامل رسالة الدين الإسلامي ما برحوا يحرصون على تأدية رسالة الإسلام.وتأسيسًا على ذلك لم يكن غريبا أن تكون قافلتنا أولى القافلات التي تصل إلى نجدة إخواننا في سوريا، فجلالة الملك لم يدخر جهدا لخدمة أبناء وطنه وإخوانه في الدول العربية الشقيقة، وليس هذا الخلق غريبا عن الأردني الذي كان وما زال بيته منذ عمق التاريخ "مضافة" للمحتاج والملهوف، فالأردنيون على صغر حجم دولتهم جابوا دول العالم بطيب أخلاقهم وكرمهم، فلا تكاد تزور بلدا إلا تجد فيه الأردني مكرما ومقدرا عند أهل ذلك البلد، ولست أنسى أن أشير إلى أن المرء ليفتخر وهو يرى رجال الإنقاذ من نشامى الدفاع المدني وهم يشاركون في عملية الإنقاذ وبذلك يشكلون نموذجا يحتذى في التضحية في سبيل الإنسانية.لقد أمر قائد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأن يذهب هؤلاء الأبطال ليساعدوا إخوتهم العرب والأتراك وهذا موقف هاشمي كريم ينبئ عن طيب أرومتهم.حمى الله الأردن وزاده بسطة وقوة، وأدام عز قيادتنا الهاشمية.