وقال الأب جوزيف سويد في عظته:" تجمعنا الكنيسة اليوم لنحتفل بعيد مار مارون، الكاهن والناسك ابي الكنيسة المارونية وفخرها ورافع لواء إيمانها وأمجادها مدى الأجيال.
وجاء في عظته : حَمل الموارِنة إرثَ كنيستهم...
سمعنا ما قاله الرّسول بولس لتلميذه تيموتاوس: "أنت تَعرِف سيرتي قَصدي، إيماني، أّنّاتي، وتَعرِف مَحبَّتي وثباتي وآلامي واضطِهاداتِي ، وأُوكِلُكَ بِهِم ... نَعم هَذا كانَ وَجع وشَغَف وعشق بولس لرسالته ودَعوَتِه، وهو بِقولِهِ هَذا يُحَفِّذ تلميذه أن يكونَ وَفِيًّا للإرث الّذي أسَلّمه إيّاه. فَهَلُمّوا تأمَّلوا بِما قالَه بولس وكونوا علامات فارقة وخارِقَة، أعرِفُ كَم لَدَيكم من بصمات طَيّبة فكونوا أوفِياءَ لإرثِ آبائِكم وأورثوا إيمانكم هَا لبنيكم. قَضِيَّتنا تَحتاج إلى قُلوبٍ مؤمنة.
هل الموارنة ما زالوا أنقِياء أمناء أتقياء، وكلاء أوفياء لدم ولعرق ولبصمات وعَمل وإيمان وثبات الَّذين ائتَمنونا.
لَقَد أتت السّاعة، حَقًّا وفعلاً، فنَحن أنبياء هَذا الشَّرق وحُرّاسه وقدّيسيه، هَذا الشّرق يحتاجُ إلَينا، هَذه المملكة تَحتاجُ إلَينا.
بالأمسِ تزلزَلت صفائح أرضِ شرقنا وتَحَرَّكت أحشاؤُه، فسمعنا أنين الكَثيرين، ونحن أيضًا كَشـرقنا، أفكارنا مُشَوَّشَة وعالَمنا يَئِنّ ويَحتَضـِر، والإنجيل يَقُول قَد أتت السَّاعَة.
فمن نَحن وما نَحنُ وماذا نُقَدِّم لمُجتَمعاتنا، أرغَبُ بأن نَكون نوعِيّة مميَّزة مسيحِيِّين لا غِش فينَا مُبدِعين خَلّاقين...
علينا أن نكون حِنطَة في هَذا العالَم لا التّبن فيه...
الموارنة عُرِفوا بأنَّهُم رجَال مغامِرين،
الموارنة عُرِفوا بصَلابتهم
الموارنة عُرِفوا بأنَّهُم الخَميرة والملح، علامة فارِقةفي هَذا الشّرق وعرِفوا أيضًا بإبداعِهم بجرأتهِم بإيمانِهِم بثباتِهِم بِحِنكَتِهم.
وعُرِفوا أيضًا بقيمهم بوَهجِهِم بليتورجِيَّتِهِم وبدونِهم لم يكن لبنان عَلى ما هُو عَليهِ اليَوم..
الكنيسة المارونيَّة كانت محَط أنظار اللعالم فنّانين مهندسين مُبدِعين أدَباء، وعَلَينا نَحنُ موارِنة اليَوم أن نُكنمِل ما نَقُصَ من أعمالِ آبائِنا ومُعَلِّمينا.
وعلينا أن نَستَرِدّ مَجد لبنان لا بالزّحف ولا بالتَّمَلق بَل بصمودِنا ولأنَّ آباءَنا ائتَمنونا عَلى هَذا الشّرق.
يجب أن نَصمُد، لن نخاف، ولَن نتراجَع. هَذا ما نَحن... وقَد أتَت السّاعة...
تَحِيّة لِغبطة أبينا البطريرك مار بشارَة بطرس الرّاعي، فهو راعٍ عَلى حَسَبِ قلبِ اللَّه. تَحِيّة لسيادَة المطران موسى الحَاج، راعي الأبرشيّة وتَحِيّة لِكُلِّ إخوَتنا الموارِنة في لبنان والأردُن والعالَم.
