أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ماذا لو حدثت لنا هزّة عنيفة


فايز الفايز

ماذا لو حدثت لنا هزّة عنيفة

مدار الساعة (الرأي) ـ
ظهر سريعا حكم الله في الأرض إذ كانت ثواني معدودات كافية لأن تمسح أكبر مساحة أرضية في الزلزال المدمر في تركيا وأقل في سوريا، فيما رقصت الصفائح الأرضية عبر شعاع دول قريبة من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومنها هزات ارتداية شعرنا بها تكرارا في الأردن، وعندما يأمر الله فليس لقدره رادّ، فقد رأينا كيف حاول العديد من البشر في تركيا الهروب من الانهيارات تاركين بيوتهم، أو هاربون من لعنة السكن في الفنادق التي تدمرت، ومع كل إمكانيات الدولة التركية فإن تعداد الضحايا فاق تسعة الاف قتيل، وأكبر من ذلك الجرحى.
أما في سوريا التي عانت خلال سنوات عشر ماضيات من قصف الصواريخ والمدفعية وحملة الهاونات والمتفجرات والألغام، تدفع المدن الشمالية ثمنا باهظاً فوق ما عانت من ويلات الحرب التي أدارتها قوات دول ومنظمات، حتى جعلت "سوراقيا" كلها وبحدودها القديمة، عرضة للأضرار والأزمات السكانية والبيئية جرّاء نزوح السكان والمواطنين السوريين الذين باتوا اليوم في ضياع وتشرد في بلاد العرب والغرب، ولو أعدنا تكرار الفيلم العالمي لما جرى في سوريا لشاهدنا اليوم كيف تتم حياكة إسقاط الدول بأيدي أهلها أو عبر مؤامرات تدفع لهدم بنية الدول غير?الخاضعة للسيطرة.من هنا يتضح أن غالبية المناطق التي هزت مناطق في سوريا وخلفت آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد، هي ارتداد عنيف لما جرى قصفه خلال السنين الماضيات، ما ضعضع البنية التحتية للمنشآت السكانية وتركها هشة، ولهذا سقط الكثير من البنايات وقتل العديد منهم بعدما كانوا يحسبون أنهم تخلصوا من كابوس الحرب التي لم تهدأ حتى الآن.الأردن بطبيعة نظامه وشعبه لا يقف عند حوادث عبثية يلعبها خبثاء من أي حدود، بل تتعامل عمّان مع الجميع على مسطرة فيها أجزاء كبيرة وأخرى أصغر، ولكن كما قلنا من قبل فإن لعنة الجغرافيا حتمت علينا أن لا نلتفت الى الماضي، وهذا ما دعا جلالة الملك الى الاتصال الفوري مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث قدم له التعازي بالضحايا وقدم له يد العون والمساعدة الفورية، حيث بدأت المعونات الطبية تتحرك من عمان الى دمشق فوراً وشاركت كبريات الشركات الطبية في تزويد الشقيقة سوريا بالمعدات والأدوية اللازمة وكذلك المواد التي عكفت عليها ?لغرف التجارية، وهذا كله ليس منيّة بل واجب أخوي وإنساني تجاه أشقائنا.ليس سوريا فقط، بل هبّ الأردن بتوجيهات الملك ايضا الى تركيا التي كانت مركز الزلازل المتتالية، حيث وصلت طواقم الدفاع المدني الأردنية والأطباء والأدوية للمناطق المنكوبة، ومشاركة فاعلة في عمليات البحث والإنقاذ يداً بيدّ مع الأخوة الأتراك، والتفتيش عن أي مفقود أردني في تلك الكارثة المدمرّة.الى هنا نصل لما نريد الحديث عنه مباشرة، ماذا لو حدثت كارثة زلزالية لا قدرّ الله، هل سنكون مستعدين لها في ظل عمران وبناءٍ تجاوز عمره الإفتراضي في عمان القديمة كمثال أو أي من المدن التي تشابه عمان بجبالها، فنحن عندما ننظر الى البناء العشوائي الذي غير معالم المدينة وحولها الى كانتونات إسمنتية وشوارع ضيقة، وتجاوزات خطرة في هندسة البناء، وسكنى على مجرى السيول، واهتراء البنية التحتية لشوارع العاصمة التي من المؤكد ستنكشف بعد قليل رداءة الخلطات وانسداد مجاري مياه الأمطار لتتحول الى نوافير تغرق الشوارع وتداهم الم?ازل والمحال، واختلاطها بمجرى تصريف المياه العادمة.إن ما نخشاه عندما نرى الدول الأكثر كفاءة إدارية منا، أن لا نستطيع يومئذ التعامل مع هزة أرضية أو إنهيارات جرّاء تسلق البنايات فوق بعضها على قمم الجبال، ويكفينا ما حدث في حادثة اللويبدة، فلولا نشامى الدفاع المدني واستبسال الطواقم لأيام لكانت الكارثة أكبر، ومع هذا لا أحد ينظر الى مستقبل البنى التحتية في مدينة عجوز، وغيرها من المدن التي تمدد البناء فيها نحو الأراضي الزراعية الرخوة التي كانت تّزرع وأصبحت اليوم تُقلع لحساب شركات الإسكان المنظم، وهذا ما سيسبب اختناقاً قاتلاً للعاصمة وما حولها، فهل هناك من يقرأ ?يدرس ما سيجري مستقبلاً؟.Royal430@hotmail.com
مدار الساعة (الرأي) ـ